في مبادرة بيئية رائدة إقليمياً، افتتحت بلدية دبي أمس أول محطة من نوعها تعمل على استخراج غاز الميثان من مكب النفايات بدبي، وقد أطلقت البلدية اسم 2020 على المحطة بعد أن تم توليد كهرباء بسعة (20) ميجاوات، وحسب الدراسات التي أجريت على المحطة فإن إنتاجها سيصل لمدة (20) سنة.
وتعد هذه المبادرة واحدة من الفرص المتاحة بشكل دائم ومستمر أمام المدن والبلديات الجادة، لتحويل النفايات إلى طاقة يمكن الاستفادة منها في نفس الوقت الذي يخلص المدن من هذه النفايات.
وتيمناً بترشيح دبي لاستضافة إكسبو 2020 فقد أطلق هذا الاسم على المحطة والتي تعتبر المحطة الأولى على مستوى المنطقة، وجاء ذلك خلال افتتاحه وذلك بحضور مساعدي المدير العام وعدد من المسؤولين المختصين بالبلدية، ومسؤولي الشركة المنفذة للمشروع، وستقوم معدات حرق النفايات الصلبة في المحطة ذات الكفاءة العالية والقادرة على حرق 6 آلاف متر مكعب من النفايات في الساعة، بالتخلص الآمن من غاز الميثان الذي يشكل نحو 55% من الغازات المنبعثة من مكبات النفايات، وفقاً لصحيفة البيان الصادرة اليوم الثلاثاء 15 يناير 2013.
وتنتهج دبي الكثير من الأساليب المتطورة والاحترافية في سبيل المحافظة على بيئة نظيفة، واستغلال الموارد المتاحة، إذ سبق لها أن تبنت مجموعة من المشاريع المستقبلية في تطوير الطاقة المستدامة ومنها استخدام الطاقة الشمسية في إنارة الحدائق العامة وسخانات المياه بالإضافة إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة في تشغيل أنظمة الري بشكل كامل، بدءاً بالمضخة ومروراً بلوحة التحكم والمحابس الكهربائية، وانتهاء بمحطات المناخ المدمجة.
يذكر أن هذه المبادرة تندرج ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول التغير المناخي (UNFCCC) ويمثل تنفيذ هذا المشروع البيئي الضخم علامة فارقة جديدة على مستوى المنطقة، حيث يسعى إلى الحد من انبعاث غاز الميثان بما يعادل أطناناً من ثاني أكسيد الكربون، وبمعدل خفض سنوي يصل إلى 250 ألف طن.
ويعمل نظام جمع الغازات، الذي نفذته شركة "حلول الطاقة الخضراء والاستدامة" لصالح "بلدية دبي"، على جمع الغازات المنبعثة من مكب النفايات عبر شبكة معقدة من الأنابيب الأفقية والرأسية يفوق طولها الإجمالي 20 كيلومتراً.
وسيتم في المرحلة الأولى حرق الغازات المجمعة، مع استخدام جزء منها في توليد الكهرباء. ويقوم نظام حرق النفايات "هوفستيتر" عالي الكفاءة بالتخلص من المكونات القابلة للاشتعال في الغازات المنبعثة، وخاصة الميثان، بصورة آمنة. وتضمن التصاميم والإنشاءات المنفذة في مكب نفايات القصيص معالجة الروائح المزعجة، والحد من المخاطر الصحية، ودرء التأثيرات البيئية الضارة.
وسوف تستعين "حلول الطاقة الخضراء والاستدامة" بمحرك "جنباتشر" الغازي من "جنرال إلكتريك" لتحويل الغاز المنبعث من المكب إلى كهرباء، بما يشكل علامة فارقة جديدة في مبادرات دبي للتنمية المستدامة، فضلاً عن كونه أول مكب للنفايات في المنطقة يستخدم الغازات المنبعثة منه لتوليد الكهرباء.
0 تعليقات