نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية بتاريخ 12 إبريل 2013، مجموعة من الصور المفجعة لفتاة هندية ريفية لا يزيد عمرها عن 18 شهراً، تعاني من مرض الاستسقاء الدماغي، أي تراكم السوائل داخل الجمجمة.
ولا تستطيع أسرة الفتاة التي تدعى Roona Begum، دفع تكاليف العلاج الخاص بها، حيث يعمل والدها عبد الرحمن البالغ من العمر 26 عاماً في مصنع للطوب، ويحصل على ما يعادل 1.79 استرليني يومياً فقط. وتقف عائلة الفتاة مكتوفة الأيدي، وهي تشاهد حالة الطفلة وهي تتدهور ببطء شديد، وبلا هوادة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين يولدون بالاستسقاء الدماغي، يحتاجون إلى علاج جراحي فوري، لتجنب إصابتهم بالعجز أو الإعاقة الدائمة. في بعض الأحيان، ويحدث الاستسقاء نتيجة، تراكم السائل النخاعي داخل الجمجمة، مما يزيد الضغط على المخ.
ويقوم المخ بانتاج سائل نخاعي جديد بمعدل حوالي نصف لتر يومياً، بينما يتم امتصاص السائل القديم من قبل الأوعية الدموية. لكن في حالة وجود خلل في هذه العملية، مثلما هو الحال مع الأطفال المصابين بالاستسقاء، قد تتراكم مستويات السائل بشكل سريع، وتشكل ضغطاً على المخ، مسببة الشعور بالصداع، عدم وضوح الرؤية، وفي النهاية تلف دائم بالدماغ.
ومن جانبها تقول الطبيبة Gill Yaz من جمعية Shine الخيرية البريطانية، أنه إذا لم يتم معالجة الحالة، وتطورت بشكل سريع، عادة ما يموت الطفل، لأن أنسجة المخ الخاصة به تكون غير قادرة على التكيف والتأقلم مع الوضع. لكن في حال كان تطور الحالة أكثر بطئاً مثلما هو الحال مع Roona، يتكيف الطفل مع الوضع عن طريق نمو وزيادة حجم الجمجمة لاستيعاب السائل الزائد.
ويعتبر العلاج الرئيسي لهذه الحالة، هو زرع أنبوب رفيع، يطلق عليه اسم التحويلة، في المخ لتصريف السائل النخاعي الزائد لجزء آخر من الجسم، حيث يمكن امتصاصه بسهولة أكبر. وأضافت Yaz أن هذه العملية يتم القيام بها من قبل أطباء أعصاب الأطفال، وعادة ما تستغرق 30 دقيقة. وتتكلف الأنابيب بضع مئات من الجنيهات.
ويقول متحدث باسم جمعية إصابات الدماغ Headway، أن هذه العملية فعالة للغاية، لكن قد تحدث مضاعفات متمثلة في العدوي، الأورام الدموية وانسداد الأنابيب. ويمكن تجنب ذلك عن طريق الخضوع لعملية أخرى تسمى فغر البطين الثالث. هذه الجراحة تنطوي على عمل ثقب في البطين الثالث لتصريف السوائل من خلاله، إلا أن هذه الجراحة مناسبة فقط لبعض أنواع الاستسقاء الدماغي.
وعلى الرغم من ذلك، يرى الخبراء أنه من الصعب القيام بأي عملية جراحية لRoona، إذ أن أي تدخل جراحي قد يكون قاتلاً. حيث أن أي تدخل جراحي من شأنه أن يدمر المخ، ويمكن أن يتسبب تصريف السائل في إصابة المخ بالانهيار والنزيف.
ومن الجدير بالذكر أن هذا المرض قد يحدث نتيجة عيوب خلقية مثل الصلب المشقوق، أو كنتيجة لإصابة الأم بعدوى أثناء الحمل مثل النكاف أو الحصبة الألمانية.
كما يمكن أن تصيب الحالة الأطفال بعد الولادة، أو الأطفال الأكبر سناً، كنتيجة لإصابات الرأس الخطيرة أو المشاكل الطبية كأورام المخ.
0 تعليقات