تتجدد الآمال بالقضاء على مرض الصرع بين الأطفال، بعد تجربة بريطانيا في الحد من هذا المرض، وإنقاص عدد المصابين به، الأمر الذي يتيح للدول إمكانية تطبيق التجارب الناجحة لتخفيف هذا العبئ الصحي على الأطفال.
حيث تشير أحدث البيانات الصادرة في بريطانيا، إلى تراجع كبير في أعداد الأطفال المصابين بالصرع خلال العقد الماضي.
وكشفت دراسة حديثة أن حالات الاصابة بالصرع تراجعت بواقع يصل إلى نحو النصف، أي بنسبة 50%.
وقال الباحثون: إن عدداً صغيراً من الأطفال تم تشخيص إصابتهم بصورة خاطئة، لكن هناك تراجع حقيقي أيضاً في بعض العوامل المسببة للمرض.
وحسب الباحثين فإن دولاً أوروبية أخرى بالإضافة إلى الولايات المتحدة سجلت تراجعاً مماثلاً.
يذكر أن الإصابة بمرض الصرع تحدث نتيجة اعتلالات تصيب النشاط الكهربي المعتاد للمخ.
وأظهرت بيانات مستقاة من مسح شمل ما يربو على 334 ألف طفل، تراجع الإصابة بمرض الصرع بنسبة من 4 إلى 9 في المئة سنوياً بين عام 1994 و 2008.
فيما سجل إجمالي عدد الأطفال الذين ولدوا مصابين بالصرع بين الفترة من 2003 و 2005 نسبة أقل بواقع 33 في المئة مقارنة بالمواليد خلال الفترة من 1994 و1996.
وذكر الباحثون في تقرير نشر في احدى الدوريات المعنية بأمراض الاطفال ان تحسن الخدمات المتخصصة وتعزيز الحذر بشأن تشخيص المرض اسهمت، لكن ليس بصورة كاملة، في تراجع نسبة الاصابة المسجلة، وفقاً لشبكة البي بي سي.
وأضاف الباحثون أن تقديم الامصال الوقائية المضادة لمرض الالتهاب السحائي وتراجع عدد الاطفال المصابين باعتلالات المخ الرضحية، وكلاهما من مسببات الصرع، أسهم في تراجع حالات الاصابة بالمرض.
وقالت روث غيلبيرت، مديرة مركز صحة الطفل التابع لجامعة لندن كوليدج، والمشرفة على الدراسة، "يتفق التراجع (في الإصابات بمرض الصرع) مع ما نشهده في دول أخرى، وهو ما يؤكد من جديد أننا نشهد نفس النتيجة ".
وأضافت بالقول: "إننا نشهد تقدماً في إجراءات التشخيص وتحديد الحالات التي يجب أن تخضع للعلاج".
وقالت إنه كانت هناك مشكلة في الماضي تتعلق بتفاوت التشخيص، وكان بعض الاطفال يخضعون للعلاج دون أن يكون هناك حاجة إليه، مشيرة إلى أنه "من المزعج للغاية أن يكون هناك خطأ في التشخيص لأنه بمجرد التشخيص (بالإصابة) تبدأ محنة الطفل."
0 تعليقات