بدلة تجعل من يرتديها يشعر بما يعانيه كبار السن

بدلة تجعل من يرتديها يشعر بما يعانيه كبار السن

بات بإمكان البعض معرفة الحالة الصحية التي ستعتريه عندما يصل إلى سن السبعين أو الثمانين، عبر بدلة خاصة مصممة لإعطاء مستخدميها إحساس بما يشعر به كبار السن من صعوبة في الحركة، وثقل في الجسم، وصعوبة البصر والسمع، وانخفاض الصوت وغيرها.

 

فقد ابتكرت شركة ألمانية بدلة خاصة لمساعدة طلبة الطب، وكذلك المصممين، للإجابة عمليا عن سؤالي: ما حال الإنسان المسن؟ و ماذا يحدث عندما تتراجع بالتدريج قدراته الجسدية في شقيها الشعوري والحركي؟

 

فكما هو معروف، يحمل التقدم بالسن معه الصوت المكتوم وتراجع الإبصار وصعوبة التحرك. وبالتالي، فإن «بدلة المسن» أخذت في الاعتبار كل هذا، وحاكته بدقة، فهي مزودة بأثقال عند المفاصل وبخوذة مجهزة بشاشة وجه صفراء شفافة وسماعات رأس خاصة وقفازات تقيد حركة اليدين. كذلك تشتمل البدلة على زوج من السراويل وجاكيت ثقيل، مما يعطي الانطباع الكلي بأن من يرتديها إنسان آلي ممتلئ الجسم.

 

هذه البدلة تستخدم منذ فترة في مصحة «إيفانجليش جرياتريزنتروم» بالعاصمة الألمانية برلين لرعاية المرضى المسنين، ويتدرب طلبة الطب من مستشفى «تشاريتي» ببرلين على رعاية من دخلوا مربدلة الشيخوخة في المصحة. وحسب راهيل إيكارت، من كبار أطباء الامتياز ومدرسي طب الشيخوخة في المصحة، فإن الطلاب «يحصلون بفضل هذه البدلة على فهم أفضل لطبيعة التقدم في العمر، وهذه الخبرة العملية يمكن أن تكون أكثر فعالية من القراءة عنها في كتاب»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية التي نقلت الخبر.

 

يذكر أن أول جيل من «بدلة المسن» صممها معهد «ماير هينشل»، ومقره مدينة ساربروكن عاصمة إقليم السار بجنوب غربي ألمانيا عام 1995، وطرح أحدث طراز منها في السوق عام 2008. ويقول غوندولف ماير هينشل، مؤسس المعهد الذي يحمل اسمه: إن المعهد متخصص في مجالات التدريب الطبي ورعاية المسنين وخدمات النقل لهم، وعلى سبيل المثال، دربت شركة النقل العام ببرلين سائقي الحافلات العامة التابعة لها وأطقم تقديم الخدمات باستخدام هذه البدلة. كذلك استخدمت هذه البدلة أيضا في تصميم سيارات تلبي احتياجات كبار السن.

من جهة ثانية، أشار فولكر شميت، من المنظمة الألمانية لرعاية المسنين، إلى أن البدلة تزود من يرتديها بالإحساس بالشيخوخة، ويقول: «غير أن هناك مسائل أكثر في هذه المربدلة من العمر من مجرد محدودية القدرة على التحرك، فهناك أشخاص يبلغون من العمر 55 سنة ويعانون من ضعف الإبصار، بينما يوجد أشخاص يبلغون التسعين لكنهم يتمتعون بإبصار كالصقور».

 

 

 


شارك المقال مع أصدقائك

0 تعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *