تشغل روسيا المرتبة الأولى عالمياً في مجال التدخين. فحوالي 40 بالمئة من مواطني روسيا من المدخنين، ومعظمهم سكان مشتغلون تتراوح أعمارهم بين 19 و44 سنة. هذا ما تدل عليه نتائج استطلاع الرأي الذي أجري وسط سكان روسيا الراشدين بدعم من منظمة الصحة العالمية. وتفيد معطياتها أن الإدمان على التدخين يقلص عمر الإنسان بـ15 سنة كمعدل. ولا يمكن تكوين المحيط الاجتماعي الذي ينعدم فيه عنصر الإغراء والتحريض على التدخين إلا عن طريق اتخاذ إجراءات رسمية صارمة ضده. وقد وقعت 168 بلدا بما فيها روسيا اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ وهي أولى اتفاقية دولية مكرسة كليا لحماية صحة الإنسان.
قال أوليغ ستوروجينكو المنسق العام لعملية استطلاع الرأي في حديث صحفي أدلى به لإذاعة صوت روسيا ما يلي: التدخين هو سبب الوفيات الوحيد الذي يمكن تفاديه. والتبغ – السلعة الوحيدة التي تقتل مستهلكها مباشرة. ويشغل التدخين مكانا ثالثا بعد ارتفاع ضغط الدم الشرياني وزيادة الكولستيرول في الدم بين أسباب الوفاة المبكرة في روسيا. ويؤدي التدخين إلى وفاة من 400 إلى 500 ألف شخص سنويا جراء الأمراض التي يسببها، مما يشكل حسب معطيات وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية 17 بالمئة من جميع الوفيات في روسيا الاتحادية.
ورغم أن التدخين يضر بالصحة ويفضي إلى تبذير الوقت والنقود إلا أن الكثير من الناس لا يريدون التخلي عنه. وتشهد نتائج استطلاع الرأي الذي أجري في 60 منطقة من مناطق روسيا بأن أكثر من نصف المدخنين يرغبون في الإقلاع عن التدخين إلا أن 90 بالمئة من الذين حاولوا تركه اعترفوا بأنهم لم ينجحوا في ذلك. ولمساعدة الروسيين في التخلي عن التدخين تم رسم مبادئ عامة لحملة مكافحة التبغ خلال الفترة ما بين سنتي 2010 و2015. وتكمن مهمتها الرئيسية في تقليص نسبة المدخنين إلى 25 بالمئة. ولهذا الغرض ينبغي توفير ظروف تعيق التدخين. فلا بد أن تكون في الأماكن العامة مناطق خالية من التدخين. وسيفرض الحظر على الدعاية التجارية لمنتجات التبغ. كما أن الحكومة تخطط لزيادة الضريبة عليها تدريجيا حتى تبلغ مستوى أوروبيا ولهذا سترفع الرسوم المفروضة على التبغ مقدار 40 بالمئة. فمتوسط سعر علبة السجائر في موسكو أقل من دولارين، وفي سيدني – 13 دولارا، وفي لندن 16 دولارا و80 سنتا. ويعتقد الخبراء أنه يمكن التقليل من الطلب على السجائر مقدار 4 بالمئة بزيادة سعرها 10 أضعاف.
0 تعليقات