بات بإمكان الذين يعانون من الإدمان، اتباع طريقة "التأمل" لعلاج هذه الحالة المرضية، والتي تسبب لهم العزلة والهموم والمشكلات التي لا تنتهي. هذه الطريقة الجديدة ابتكرها طبيب ألماني، والذي يؤكد أن طريقة "التأمل" تؤهل المدمنين للعودة إلى الحياة الطبيعية.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن الطبيب نوربرت يتمان، استحداث برنامج علاجي جديد لا يخضع للقوانين الطبية المتعارف عليها لعلاج مرضاه من المدمنين، حيث يؤهلهم للعودة إلى الحياة الطبيعية بالتغلب على إدمان المخدرات الذي يكون له توابع كثيرة من أهمها إصابة الشخص بالاضطرابات النفسية والاكتئاب، مستنداً في ذلك على الدراسة التي أصدرها المعهد المركزي للصحة النفسية في مدينة مانهايم الألمانية وأكدت أن الإدمان مرض يمكن علاجه.
يتلخص البرنامج في القيام بنزهات إلى المناطق الجبلية خاصة جبال الألب، حيث الطبيعة شديدة التميز واصطحاب مجموعات من المرضى في جولات عبر قمم وسفوح الجبال لمدة ثمانية أيام يقطعون خلالها مسافات من السير تصل إلى 110 كيلو مترات ويصلون إلى ارتفاعات من القمم تصل إلى ستة آلاف متر.
وأشار "نوربرت يتمان" إلى أنه رغم أن هذه المهمة قد تبدو مستحيلة على المدمنين الذين ينعكس الإدمان على أجسامهم فتصبح واهنة شديدة الضعف إلا أن تلك الجولات هي الشيء الوحيد الذي سيعزز ثقتهم بأنفسهم ومن ثم قيامهم بتجربة شخصية إيجابية جديدة بعيدا عن الإدمان ومن ثم يبدأ اهتمامهم بإنجاز تجارب ناجحة وإيجابية في حياتهم ستكون دافعا لهم على الشفاء..
وعزى ذلك لنجاحهم في إتمام المهمة التي أوكلت إليهم (تسلق الجبال والتأمل في الطبيعة) بعيدا عن عالم المخدرات واعتبار ذلك شيئا إيجابيا في حياتهم يحفزهم على العودة إلى طبيعتهم وتألقهم.
وكانت تقارير منظمة الصحة العالمية عن الإدمان قد أوضحت أن هناك ما بين 5ر2 في المائة إلى 3 في المائة حالة وفاة من مدمني الأفيون سنويا وأرجعت ذلك إلى احتمال تناولهم جرعات زائدة، أما الذين يتعاطون الهيروين فإن حالات الوفاة تحدث بعد 20 عاما من الإدمان، والحال ليس بأفضل مع إدمان الكحول والتدخين إذ تصل نسبة الوفاة في ألمانيا وحدها إلى 140 ألف فرد سنويا من التدخين و42 ألفا من الكحول.
0 تعليقات