أفاد مجموعة من العلماء بأن البطالة، وفقدان الوظائف بشكل متكرر، والبقاء بدون عمل لفترات قصيرة، كلها أمور ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بمرض الاحتشاء الحاد لعضلة القلب.
حيث قام الباحث ماثيو إي دوبري وزملاؤه من جامعة ديوك بدورهام، بدراسة الارتباط بين الأبعاد المختلفة للبطالة وبين مخاطر التعرض للإصابة بالاحتشاء الحاد لعضلة القلب لدى ما يقرب من 13,451 أمريكيا بالغاً تتراوح أعمارهم ما بين 51 و75 عاماً، وذلك خلال الفترة ما بين عام 1992 و2010.
ووفقاً لما أوردته صحيفة "يو أس إيه توداي" في عددها الصادر بتاريخ 19 نوفمبر 2012، فقد أظهرت الدراسة أن العاطلين عن العمل كانوا عرضة للإصابة بمخاطر النوبات القلبية بنسبة 35% أكثر من الأشخاص العاملين.
كما أشارت الدراسة إلى أن مخاطر الإصابة بأمراض القلب نتيجة فقدان الوظيفة ترتفع من 22% لفقدان الوظيفة مرة واحدة وحتى 63% لفقدان الوظيفة أربع مرات أو أكثر، وذلك مقارنة بمن لم يتعرضوا لفقدان وظائفهم على الإطلاق.
وأوضحت الدراسة أن خطر الإصابة بمرض احتشاء عضلة القلب الحاد يكون أكبر خلال السنة الأولى من البطالة أو بعد التعرض لفقدان الوظيفة. وتجدر الإشارة إلى أن مخاطر الإصابة بأمراض القلب الناجمة عن البطالة، لا تقل عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب الناجمة عن التدخين، السكرى وارتفاع ضغط الدم.
وحتى الآن، لم يتمكن العلماء من معرفة الآليات الدقيقة المتسببة في زيادة هذه المخاطر، لكن من المتعارف عليه أنه عندما يفقد الشخص السيطرة على حياته والعيش بالطريقة التي يرغب بها، يزيد شعوره بالتوتر والقلق.
وعندما يصاب الإنسان بالتوتر والقلق، فإن عاداته الصحية تبدأ في التراجع أيضاً، إذ يقل اعتماده على الأكل الصحي، ويزيد معدل السهر، وعدم الحصول على قسط كاف من النوم. بالإضافة إلى تزايد الضغط والصراعات داخل الأسرة. ويعتقد العلماء أن كل هذه الأسباب، تجعل البطالة سبباً في زيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب.
وينصح الباحثون بضرورة توخي الحذر، وطلب المساعدة الطبية بشكل أكبر خلال الفترات التي يكون فيها الإنسان بدون عمل، خاصة إذا كان الشخص بدأ يعاني من أي علامات أو دلائل تشير على إصابته بالنوبات القلبية.
0 تعليقات