لقد كان هناك الكثير من الجدل حول بعض الأمراض التي تم إدراجها مؤخراً في النسخة المنقحة من الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات النفسية. حيث أنه من المقرر أن يضاف إدمان الانترنت أو ما يعرف رسمياً باسم اضطراب استخدام الانترنت إلى الدليل باعتباره أحد اضطرابات الصحة النفسية والعقلية، على الرغم من أن المؤلفين يؤكدون أنه لا يزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول الأمر.
وتجدر الإشارة إلى أن اضطراب استخدام الانترنت لديه الكثير من السمات المميزة لأي نوع آخر من الإدمان. ووفقاً للجمعية الأمريكية للطب النفسي، فإن الشخص المصاب باضطراب استخدام الانترنت سيكون منشغلاً ومنهمكاً بالانترنت وألعاب الانترنت، ويعاني من أعراض الانسحاب إذا كان الانترنت غير متاح، القدرة على التحمل (الحاجة لقضاء المزيد من الوقت على شبكة الانترنت لتحقيق مستوى مرتفع ولإشباع رغبته)، فقدان الاكتراث بالاهتمامات الأخرى، محاولات غير ناجحة للابتعاد عن الانترنت، وأخيراً استخدام الانترنت لتحسين الحالة المزاجية أو للهروب من الشعور بالانزعاج.
ووفقاً لما أورده موقع فوربس في نشرته الصادره بتاريخ 2 أكتوبر 2012، فقد أشار الباحثون إلى أن الأشخاص المصابون بإدمان الانترنت، يعانون من تغيرات ملحوظة في أدمغتهم سواء كان ذلك على مستوى الاتصال بين الخلايا أو في المناطق الموجودة بالمخ والتي تتحكم بالانتباه، السيطرة التنفيذية والسيطرة العاطفية. ولعل أكثر ما يثير الانتباه، هو أن الكثير من هذه التغيرات التي تراها لدى مدمني الانترنت، تراها أيضاً لدى مدمني الكوكايين، الهيروين، وغيرها من المواد الأخرى.
وذكرت دراسة أخرى أن مدمني الانترنت يعانون من تغيرات في كيفية عمل نظام الدوبامين الذي يسمح لنا بالشعور بالثواب والمتعة بالمخ. حيث أن هؤلاء الأشخاص لديهم مستقبلات دوبامين أقل في مناطق معينة من المخ. بينما أشار باحثون آخرون إلى وجود ضعف في وظائف الدوبامين لديهم. وذكرت دراسات أجريت مؤخراً، إلى أن بعض الاختلافات الجينية قد تكون وراء الإصابة بإدمان الانترنت.
وتجدر الإشارة إلى انتشار عدد من القصص المرعبة حول إدمان الانترنت والألعاب الاكترونية. ومن بين هذه القصص؛ والدين تسببا في موت طفلهما بعد أن قاما بتركه يلعب الألعاب الالكترونية لساعات دون توقف، ورواية أخرى عن مراهق توفى بعد أن ظل يوماً كاملاً يحدق بشاشة الكومبيوتر، وأخيراً القصة القائلة بأن مراهق قتل والديه بعد أن قاما بحرمانه من الانترنت.
وتمثل هذه الحالات الجانب المظلم من إدمان الانترنت، لكن مدمني الانترنت ممن يعانون من درجة بسيطة من هذا الاضطراب يجادلون بأن اعتمادهم على الانترنت هو أمر مفيد، حيث يجعلهم أكثر انتاجية من الناحية المهنية، مما يجعلهم كموظفين أكثر قيمة من غير مدمني الانترنت.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف يمكن أن يُعالج إدمان الانترنت؟ قد يعتقد البعض أن العلاج لن يكون واضحاً، حيث أن الغالبية العظمى من الأشخاص يستخدمون الانترنت على مدار اليوم. في هذه الحالة، فهو يشبه إدمان الطعام، الذي يقال أنه أصعب أنواع الإدمان من حيث علاجه، لأنه لا يمكن التوقف عن تناول الطعام، لذا فالمريض بهذا النوع من الإدمان عليه تعلم كيفية السيطرة عليه. وبالنسبة لكثير من الأشخاص فإن السيطرة على شيء أصعب من الإقلاع عنه.
وقد توصلت بعض الدراسات إلى أن العلاج السلوكي من شأنه أن يكون فعالاً في علاج اضطرب استخدام الانترنت. فمن خلال هذا النوع من العلاج النفسي، يتعلم المرضى كيف يستبدلون أنماط السلوك والتفكير الضارة بأنماط أخرى أكثر انتاجية وصحة. وقد أظهرت نتائج الدراسات أنه عندما يتعلم مدمنو الانترنت كيفية تطبيق هذا النوع من العلاج السلوكي الإدراكي على مشاكلهم المتعلقة بالانترنت، تتحسن حالتهم الصحية ويقل سلوكهم العدائي واستخدامهم للانترنت.
————–
المصدر: forbes
0 تعليقات