رغم أن الكثير من الآباء والأمهات لا يلقون بالاً كبيراً للدراسات العلمية التي تتحدث عن نوم الطفل مع والديه في السرير، إلا أن هذا الجدل لا يزال دائراً في بعض الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة التي خلص الباحثون فيها مؤخراً إلى أن نوم الرضيع على سرير والديه لا يرتبط بمشاكل لاحقة في السلوك أو المعرفة.
لا مشكلة
لا يواجه الرضع الذين يتقاسمون السرير مع والديهم مخاطر متزايدة لمشكلات سلوكية أو معرفية في سن الخامسة ، وفقا لبحث جديد.
و قد حذرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال من تقاسم السرير أثناء الرضاعة لأنها قد تزيد من خطر متلازمة موت الرضع المفاجئ ، ولكن لا يعرف إلا القليل عن مخاطر تقاسم السرير مع الطفل بعد مرور عام كامل من عمره.
تقاسم السرير أو النوم المشترك ، أمر شائع في العديد من البلدان والثقافات ، ولكن في الولايات المتحدة غالبا ما يتلقى الآباء رسائل مختلطة حول هذه الممارسة.
كما تقول باحثة الدراسة غابرييلا باراخاس من كلية المعلمين في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك. "تستند فكرة أن تقاسم السرير قد يكون سيئا للأطفال الصغار في معظمها على الفولكلور" ، و أضافت: "ما نراه هو أنه ليس هناك أية مخاطر إضافية من المشاكل السلوكية والمعرفية لدى الأطفال الصغار الذين يشتركون في السرير مع والديهم."
و قد ظهرت النتائج الجديدة في عدد أغسطس 2011 من مجلة طب الأطفال.
التحقق من وجود مشاكل سلوكية
تم تقييم أطفال من 944 عائلة ذات دخل منخفض في أعمار 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5. وفي حين أن الأطفال الذين يتقاسمون الفراش مع والديهم و الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و 3 كانوا أكثر عرضة لمشاكل سلوكية أو معرفية في سن الخامسة ، إلا انه تم ربط هذه المشاكل بعوامل أخرى غير تقاسم السرير ، مثل العوامل الاجتماعية والديمغرافية ومستوى تعليم الأم .
وقال ما يقرب من 50 ٪ من العائلات أنهم تقاسموا السرير مع طفلهم على الأقل مرة واحدة ؛ و كان يعيش 73 ٪ من الأسر في الدراسة تحت خط الفقر.
ولم تنظر الدراسة لماذا كان الأطفال ينامون في سرير الوالدين في المقام الأول.
تقول نانسي يوان ، العضو المنتدب و المدير الطبي لمركز طب النوم في مستشفى وسيل باكارد للأطفال في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا: إن قلة النوم و التي تقود إلى تقاسم السرير ، قد تكون أول علامة على وجود بعض اضطرابات النمو.
في هذه الحالات ، كما تقول ، "سوف يذكر الوالدان أن طفلهم لم يكن ينام جيدا وأنهم اضطروا إلى النوم معه".
لماذا يتقاسم الرضيع سرير والديه
تعتمد المخاطر المرتبطة بتقاسم السرير إلى حد كبير على سبب وجود الرضيع في سريرك. نظرت هذه الدراسة في مجموعات اجتماعية واقتصادية و التي قد تتقاسم السرير لأسباب مالية، أي لعدم وجود مال كاف لشراء سرير للطفل، أو غرفة خاصة به.
وتقول يوان: "في بعض الجماعات الاجتماعية والاقتصادية الغنية ، يمكن أن تكون مسألة مشاركة الفراش مرتبطة بتعزيز دور الأبوة والأمومة أو لحل مشاكل النوم".
وأضافت "إذا كنت تشعر بأن ذلك يعزز ارتباطك بطفلك الذي ينمو صحيا فتقاسم السرير في هده الحالة لا يرتبط بمشاكل سلوكية أو معرفية في المستقبل".
0 تعليقات