تعرف على أهم المشاكل التي تصيب الغدة الدرقية

من خلال الهرمونات التي تنتجها، تتحكم الغدة الدرقية تقريباً في جميع عمليات التمثيل الغذائي الخاصة بالجسم. وتتراوح اضطرابات الغدة الدرقية ما بين تضخم صغير غير مؤذ للغدة لا يحتاج للعلاج، إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية الذي يشكل خطراً على حياة المريض. وتشمل مشاكل الغدة الدرقية الأكثر شيوعاً، انتاج غير طبيعي لهرمونات الغدة الدرقية. فإما أن يكون هناك زيادة في إفراز هذه الهرمونات، وتعرف هذه الحالة بفرط نشاط الغدة الدرقية hyperthyroidism. أو عدم انتاج ما يكفي من هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى الإصابة بخمول الغدة الدرقية hypothyroidism.

وعلى الرغم من أن الأعراض المصاحبة لاضطرابات الغدة الدرقية يمكن أن تكون مزعجة وغير مريحة، فإنه يمكن السيطرة على معظم مشاكل الغدة الدرقية بشكل جيد، إذا تم تشخيصها وعلاجها بشكل سليم.

ما أسباب الإصابة بمشاكل الغدة الدرقية؟        

جميع أنواع فرط نشاط الغدة الدرقية، تحدث نتيجة زيادة انتاج هرمونات الغدة الدرقية، لكن هذه الحالة المرضية قد تحدث بطرق مختلفة ومتعددة:

– مرض جريفز: وهو عبارة عن زيادة انتاج هرمون الغدة الدرقية.

– الورم الغدي السمي: حيث تتكون بعض العقيدات في الغدة الدرقية، وتبدأ في إفراز الهرمونات الدرقية، مما يؤثر على التوازن الكيميائي للجسم. بعض أنواع التضخم (التورم) الدرقي، قد تحتوي على العديد من العقيدات.

– التهاب الدرقية تحت الحاد: وهو عبارة عن التهاب يصيب الغدة الدرقية يتسبب في قيان الغدة بتسريب هرمونات زائدة، مما يتسبب في الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية بشكل مؤقت، عادة ما يستمر لبضعة أسابيع، لكن في بعض الحالات قد يستمر لشهور.

– خلل وظائف الغدة النخامية أو تواجد أورام سرطانية بالغدة الدرقية: يمكن أن تسبب هذه الحالات مرض فرط نشاط الغدة الدرقية، إلا أنه أمر نادر الحدوث.

أما خمول الغدة الدرقية، فهو على النقيض من ذلك، يحدث نتيجة قلة انتاج هرمونات الغدة الدرقية. ونظراً لأن انتاج الطاقة في جسم الإنسان يحتاج إلى كميات معينة من الهرمونات الدرقية، فإن انخفاض انتاج هذه الهرمونات يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة. وتشمل أهم أسباب الإصابة بخمول الغدة الدرقية:

– الالتهاب الدرقي هاشيموتو: هو أحد اضطرابات المناعة الذاتية، يقوم خلاله الجسم بمهاجمة أنسجة الغدة الدرقية. الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى موت هذه الأنسجة، وتوقف انتاج الهرمونات.

– استئصال الغدة الدرقية: يمكن أن يتم استئصال الغدة الدرقية جراحياً أو يتم تدميرها كيميائياً.

– التعرض لكمية كبيرة من اليود: أدوية البرد والجيوب الأنفية، عقار الأميودارون لعلاج أمراض القلب، أو بعض الأصباغ التي يحصل عليها المريض قبل القيام بفحوصات الأشعة السينية، قد تعرضك لكميات كبيرة من اليود. وقد يصبح المريض أكثر عرضة للإصابة بخمول الغدة الدرقية، إذا كان يعاني من مشاكل في الغدة الدرقية في الماضي.

– الليثيوم: هذا العقار يعتبر أحد أسباب الإصابة بخمول الغدة الدرقية.

وتجدر الإشارة إلى أن عدم علاج خمول الغدة الدرقية لفترات طويلة من الزمن، قد يعرض المريض إلى الإصابة بحالة مرضية نادرة لكنها قاتلة، وتتطلب حقن هرموني فوري، يطلق عليها اسم غيبوبة الوذمة المخاطية.

من الجدير بالذكر أن خمول الغدة الدرقية يشكل خطراً خاصاً على الرضع وحديثي الولادة. حيث أن نقص هرمونات الغدة الدرقية في الجسم في سن مبكرة، من شأنه أن يؤدي إلى الإصابة بالقصاع (التخلف العقلي) والتقزم (توقف النمو). لذلك، عادة ما يتم التحقق من مستويات هرمونات الغدة الدرقية عند الأطفال فور ولادتهم. فإن كانوا يعانون من قصور وخمول الغدة الدرقية، يتم البدء في العلاج على الفور. ويمكن أن يصاب الأطفال بالمرض كما هو الحال مع البالغين نتيجة الأسباب التالية:

– اضطراب في الغدة النخامية

– وجود مشكلة أو عيب في الغدة الدرقية

– استئصال أو عدم تواجد الغدرة الدرقية تماماً

وعادة ما يكون الطفل المصاب بخمول الغدة الدرقية غير نشيط وهاديء على غير العادة، يعاني من فقدان الشهية، وينام لفترات طويلة.

يعتبر سرطان الغدة الدرقية، أحد أنواع السرطانات النادرة، ويحدث في أقل من 10% فقط من العقيدات الدرقية. وقد يعاني المريض من وجود واحدة أو أكثر من العقيدات الدرقية لعدة سنوات، قبل أن تتحول إلى أورام سرطانية. وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين خضعوا لعلاج إشعاعي على الرأس والرقبة في وقت سابق من حياتهم، ربما كعلاج لحب الشباب، أكثر عرضة من المعتاد للإصابة بسرطان الغدة الدرقية.

————–

المصدر: webmd