تعاني أعداد كبيرة من النساء والرجال من مشكلة العقم، ومع تطور الطب، وضع الله سبحانه وتعالى بيد الإنسان، قدرات وخبرات جديدة، ساهمت في علاج العديد من الأعراض والأمراض والحالات الطبية، بما فيها مشكلة العقم.
يحاور موقع صحة أون لاين اليوم أحد أشهر أطباء علاج العقم في العالم العربي، الدكتور صالح العسيري، رئيس وحدة أطفال الأنابيب وتقنيات الإنجاب بمستشفى الملك خالد الجامعي، واستشاري وأستاذ مساعد في أمراض وجراحات العقم والمساعدة على الإنجاب بكليه الطب جامعة الملك سعود.
بداية دكتور، ما هي أنواع جراحة العقم؟ وما المقصود بها؟
أنواع جراحة العقم متعددة ومتنوعة وتعتمد على سبب العقم ومدى قابليته للتدخل الجراحي، فهناك:
1- جراحة إصلاح وترميم الأنابيب "قنوات فالوب" وذلك في حالات الالتصاقات أو الإنسدادات التي تمنع الحمل.
2- وهناك جراحة إزالة الالتصاقات الحوضية التي تسبب تغير في حالة الأنبوب وتجعل عملية الحمل صعبة إن لم تكن مستحيلة.
3- وهناك حالات تستدعي إزالة بطانة الرحم المهاجرة والتي قد تسبب التصاقات والتهابات تجعل العلاقة التشريحية ما بين المبيض والأنبوب غير سليمة كما أنها قد تتسبب في آلام مزمنة في منطقة الحوض.
وفي هذا العصر يمكن إجراء الكثير من هذه العمليات عن طريق جراحة المناظير اذا كان لدى الجراح المهارة والدقة في إجراءها حيث أنها جراحة دقيقة ويتعامل مع أعضاء ومنطقة تشريحية حساسة وليس هناك مجال للخطأ.
متى تحتاج المرأة إلى عملية جراحة العقم؟
تحتاج المرأة إلى عملية جراحة العقم اذا كان سبب العقم لديها قد يستجيب لمثل هذه التدخلات الجراحية. فمثلاً المريضة التي لديها احتمال انسداد في الأنابيب أو وجود التصاقات في منطقة الحوض – وهذه أسباب لتأخر أو منع الحمل– يمكن أن تستفيد كثيراً من عملية منظار بطني لتصحيح الوضع وإعادة الأعضاء إلى وضعها الطبيعي وبالتالي زياده فرص الحمل باذن الله.
كما أن بعض المريضات قد تكون لديها زوائد لحمية أو أورام حميدة ليفية في جدار الرحم قد تمنع الحمل أو تسبب إسقاطات متكررة فعملية منظار رحمي قد تكون كل ما تريده مثل هذه المريضة لتحسين فرص الحمل واستمراريته بإذن الله.
ما هي الاختبارات الأولية التي تقومون بها كأطباء على المرأة قبل إجراء عملية جراحة العقم؟
هناك اختبارات روتينية يخضع لها كل من الزوج والزوجة قبل الوصول إلى قرار بخصوص جراحة العقم، فهناك تحليل كامل للهرمونات بما فيها هرمونات الغدة الدرقية وهرمون الحليب والهرمونات الانثوية، وكذلك أشعة صوتية مهبلية لتوضيح حالة المبيض والرحم، وما إذا كان هناك أية تكيسات على المبيض أو اكياس في منطقة الحوض.
ومن ضمن الفحوصات أيضاً فحص باستخدام الصبغة الزيتية، وذلك لتوضيح حالة الرحم من الداخل ومدى فتح أنابيب فالوب ووصول الصبغة إلى تجويف الحوض، وهذا دليل على سلامة الأنابيب وعدم وجود انسدادات.
أما بالنسبه للرجل فيتم تحليل للسائل المنوي لتحديد مدى سلامة الحيوانات المنوية، حيث يتم دراسة كمية العينة وتركيز الحيوانات المنوية فيها وحركتها وشكلها، وإذا كانت العينة غير مثالية يتم إعادتها في غضون 2-3 أشهر.
وبالاعتماد على ما يظهر من نتائج الفحوصات المذكوره أعلاه فقد يحتاج الطبيب المختص طلب تحاليل أو اختبارات إضافية قبل اتخاذ قرار بخصوص إجراء عملية جراحة العقم. فمثلاً بعض حالات التشوهات الخلقية للرحم مثل الحاجز الرحمي أو حالات ما يسمى بالرحم ذو القرنين أو ذو القرن الواحد؛ تستلزم عمل أشعه مغناطيسية لمنطقة الحوض، وكذلك أشعة صبغة متخصصه للكلى والحالبين، وذلك لتحديد أدق للمشكلة، واستبعاد أية مشاكل مصاحبة.
ما هي المخاطر المحتلمة على المرأة من هذه العملية؟ وكيف يمكن استبعاد أو تقليل هذه المخاطر؟
طبعا أي عملية جراحية تتضمن عدد محدد من المخاطر تقل أو تزيد اعتماداً على مهارة الطبيب الجراح، ومدى خبرته في إجراء ذلك النوع من العمليات، وحالة المريضة، ومدى اكتمال الاعدادات للعملية.
ومن ضمن المخاطر المحتملة هو:
– حدوث نزيف لا سمح الله نتيجة إصابة أحد الأوردة أو الشرايين في منطقة العملية أو المناطق المحيطة بها.
– وكذلك إصابة الحالب البولي أو المثانة أو القولون والأمعاء.
وطبعا كما قلت معظم العمليات التي تتم بأيدي جراحين متخصصيين في هذا النوع من الجراحات – ولله الحمد – بدون أية مضاعفات أو مخاطر تذكر، حيث يغادر معظم المريضات المستشفى بعد إجراء العملية ببضع ساعات أو في اليوم التالي للعملية.
كيف تجرى عملية جراحة العقم؟ وما هي الخطوات لها؟
الغالبية الأعظم من العمليات التي نجريها للعقم تتم عن طريق جراحات المناظير، سواء البطنية منها أو الرحمية، وهذا أدى إلى تحسين في مستوى الخدمة، ورفع من درجة النجاح، وقلل من حدوث المضاعفات، وزاد من رضاء المريضة عن العملية، كما ساعد وجود جهاز الليزر المتخصص الذي يمكن إضافته لجهاز المنظار إلى استغلال أمثل لهذه التقنية لتحسين نتائج العملية بشكل كبير، وتقليل نسبة المضاعفات، حيث أن الدقة في إجراء بعض العمليات وخصوصاً بعض حالات أكياس المبايض أو جراحات بطانة الرحم المهاجرة تحسن كثيراً من مستوى نجاح العملية، وتقليل المضاعفات سواء قصيرة أو طويلة المدى.
ما هي النصائح المقدمة للمرأة بعد أجراء هذه العملية؟
طبعاً يعتمد على نوعية العملية، فإذا كانت عملية منظار بطني ولم يكن فيها الكثير من إزالة الالتصاقات أو النزيف – لا سمح الله – فإن المريضة يمكن أن تعود إلى مزاولة حياتها العادية في غضون بضعة أيام.
أما إذا تضمنت العملية إزالة الكثير من الالتصاقات أو إزالة أجزاء تالفة من عضو من الأعضاء – مثلا قناه فالوب – فننصح المريضة الراحة لمدة بضعة أيام، والعودة تدريجياً إلى مزاولة حياتها العملية، وإذا كانت العملية قد أجريت لبطانة الرحم المهاجرة في حالات العقم فننصح المريضة بمحاولة الحمل بشكل أكثر تركيزاً في فترة الـ6 أشهر التي تلي إجراء العملية لأنه خلال هذه الفترة تكون فرص الحمل هي الأعلى كما اتضح من دراسات اجريت على هذه الفئه من المريضات.
ما درجة انتشار هذه العمليات في مجتمعنا المحلي، ومدى انتشارها عالميا؟
تعتمد درجة انتشار هذه العمليات على طبيعة الحالات التي يعاينها الطبيب، فمثلا كوني جراحاً لأمراض العقم وتأخر الانجاب فعدد الحالات التي أعالجها جراحيا تعد أكثر من طبيب آخر لا يتعامل مع هذه الحالات. وإن كان ليس هنا أرقام أو نسب محددة منشورة لمدى الانتشار، ولكن من واقع ممارستي فإن هذه العمليات منتشرة في مجتمعنا المحلي نظراً لانتشار الحالات التي تستدعي مثل هذا النوع من التدخل الجراحي مثل الالتصاقات الحوضية أو الرحمية أو أكياس المبايض بأنواعها أو الأورام الحميدة الليفية أو الزوائد اللحمية لبطانة الرحم أو حالات بطانة الرحم المهاجرة أو انسدادات قناه فالوب الجزئية أو الكلية.
0 تعليقات