تمتاز المائدة اللبنانية في كل مدينة وقرية بشيء من الخصوصية خلال شهر رمضان المبارك، ربما بسبب طبيعتها الجغرافية أو الاجتماعية إلا أن اللبناني عموما يفضل سلطة الفتوش وحساء العدس على مائدة الإفطار يوميا، والطبق الرئيسي هو الكبة النية.
ويتمتع طبق الفتوش الرمضاني والذي يشكل عريس الخضراوات على مائدة الإفطار اللبنانية بقيمة غذائية لشموله على الكثير من الخضار مثل الخس والبندورة والخيار والنعناع الأخضر والبقلة والبقدونس والفجل والبصل ويضاف إليه السماق والخبز المحمّص أو المقلي فيكاد يتلاشى لهب الحساء أمام منظر الخضر المقطعة إذ يبقى ملك الأطباق وبجانبه صحن البطاطا المقلية حيث يجتمع حولها أفراد العائلة والأصدقاء.
تراث غذائي صحي:
وقد ارتبط طبق الفتوش بمجموعة كبيرة من الأطباق اللذيذة التي أصبحت جزءا من التراث اللبناني العريق مثل طبق التبولة ومتبل الحمص ومتبل الباذنجان واللوبياء بالزيت والشمندر بالزيت وكرات اللبنة والبيض بأورما / باللحمه / والبسترما ولا يغيب عن مائدة رمضان طبق فتة الحمص والتي هي عبارة عن حمص مع خبز ولبن ومكسرات وهناك من يضيف إليها "مقادم" الغنم ليزيدها دسامة. ولا يكتمل الإفطار اللبناني إلا إذا تناول العصائر المتنوّعة ما بين الجلاب والتمر الهندي والعرقسوس وشرابي التوت والفريز خصوصا في فصل الصيف إضافة إلى شراب قمر الدين المصنوع من المشمش المجفف والمنقوع بالماء المثلّج كما لا تغيب عن المائدة اللبنانية الحلويات الشرقية على تنوعها حيث أصبحت ضرورية ومتعارف عليها بين الأهل والأقارب وأبناء الحي الواحد في شهر رمضان.
ففي العاصمة اللبنانية بيروت تعتبر المحاشي على تنوعها من أهم الأطباق إضافة إلى مشتقات الفتة من فتة الحمص إلى اللبن إلى الكوسى واللحم، إضافة إلى الأرز باللحم والدجاج و"لبن أمه" و"الصيادية" وسواها أما حلوياتها فتتنوع ما بين زنود الست والكلاج وهي عبارة عن رقاقات محشية إما بالجبن أو الجوز أو القشطة فضلا عن قطايف الجبن والقشطة والمكسرات على تنوّعها مصحوبة بشراب الورد، ولعل أهمها هو ال" كول وشكور" وأصابع الحدف" والمفروكة.
الشيش برك والمنسوفة:
وفي الجنوب اللبناني وفي صيدا بالتحديد فتعتبر أكلة المجدرة الحمراء بالبرغل من أشهى الأطعمة الرمضانية بالإضافة إلى طبق "التبقية" الرئيسي وهو شبيه للكبسة الخليجية حيث أنه عباره عن أرز مع الدجاج أو اللحم، بالإضافة إلى طبق "الفريكة" وهي أكلة قديمة لكنها لا تزال رئيسية وهي مكونة من البرغل الاخضر ، وورق العنب والكوسا المحشي ولبنة كباب، (شيش برك)، لبنة الذرة والمهروسة وهي أكلة قريبة من الهريس في الخليج ومن ألذ الأكلات القديمة (المنسوفة) التي تحضر من البرغل والبصل مع اللحمة.. اما الحلويات في صيدا الجنوبية فتبرز القطايف حيث يتباهى صانعها بصبها أمام المارة من إبريق متوسط الحجم فوق صاج حار ملبيًّا بذلك طلبات الزبائن بسهولة إلا أن هناك قسمان من الحلويات الرمضانية ( العربية) في صيدا : الحلويات الشعبية أو ما تشتهر به محال صيدا القديمة، مثل القطائف بالجوز أو اللوز أو القشطة والقطائف بحجمها الصغير ويطلق عليها إسم العصافير، وهناك الشعيبيات المحشوة بالقشطة والجبن إلى جانب صدور الكنافة والعثملية كذلك حلوى العوّام والمشبك وما يسمى بالمعكرون والسنيورة والتي تعتبر زينة الحلويات في صيدا، وفقاً لوكالة واس.
وفي الشمال اللبناني وفي طرابلس خاصه فتتميز مائدته الرمضانية باللحم بعجين المطبق و"صفيحة باللحم" إضافة إلى الكبب المشوية مع السمن على تنوّعها إضافة إلى مطبق الخضرة بالسمك والملوخية والرز، السمكة الحارة بالفرن وقد ذاع صيت العاصمة الشمالية طرابلس بصناعة الحلويات حتى باتت تسمى بـ"عاصمة الحلويات العربية" ومن أبرزها حلاوة الجبن والكنافة بالقشطة والجبن ومعمول المد على تنوّعه من القشطة إلى المكسرات إلى التمر وصولا إلى حلويات عش البلبل.
الحلويات ثم الحلويات:
يؤكد أحمد الدهبي صاحب محل حلويات في بيروت أن للحلويات مع شهر رمضان حكاية خاصة، فالصائم تكبر لديه الرغبة في الأكل وتناول الحلويات أكثر من الأيام العادية، كما إن الحلويات تعطي كمية كبيرة من الطاقة التي يحتاج إليها الصائم في شهر رمضان المبارك حتى تعوضه عما فقده أثناء صيامه.
ولفت إلى أن الصيف يعتبر مع شهر رمضان المبارك الموسم الذهبي للحلويات، كون اللبنانيين يأتون من دول الإغتراب ولا بد من تذوق الحلويات اللبنانية التي يتغنون بها ويطلبونها وهم في بلاد الإغتراب.
بدوره نفى سمير الشامي صاحب محل حلويات في صيدا أن تكون الحلويات الرمضانية حكراً على طبقات اجتماعية معينة كما إنّه ليس هناك احتكار للحلويات في لبنان بين منطقة وأخرى، لأن إنتشار أصناف الحلويات بات هو السمة الغالبة بعدما كانت كل مدينة تخصص بنوع محدد من الحلويات، لكن بالتأكيد هناك تميز في طريقة اعداد الحلويات والأسعار بين المحال، ولا بد من التركيز على الإثنين معا.
0 تعليقات