الكثير من الآباء والأمهات قلقون بشأن رفض أولادهم تناول الطعام، وهذه المشكلة تصبح متراكمة، خاصة وأنها تشكل ضغطاً نفسياً على الآباء وعلى الأبناء أيضاً.. فيحتار الجميع في إيجاد الحل.
في الواقع، عادة ما يعكس رفض الأبناء لتناول الطعام مشكلات نفسية وأسرار دفينة داخل الطفل، يصعب على الآباء والأمهات معرفتها وسبر أغوارها.
سر صغير
يعتقد أولياء الامور أن أبناءهم الذين لا يحبون تناول الطعام، يعانون من مرض ما، أو عارض صحي، ولكن عندما تذهب الأمهات أو الآباء إلى أطباء الأطفال، لعرض مشكلة أبناءهم، في الغالب يجيب الأطباء بأن "هؤلاء الأطفال ليس لديهم أي مشكلة صحية"، وربما تفاجئوا بالقول: إن صحة أبناءهم جيدة جداً.
يرى الأطباء، أن صحة الأطفال الذين لا يحبون تناول الطعام في الغالب جيدة، وأنهم أطفال عاديون جداً، ولكن ربما لدى أجسامهم احتياجات أقل من احتياجات غيرهم من الأطفال. إلا أن حرص الآباء والأمهات على تغذية أطفالهم، تدفعهم لإجبار الأبناء على تناول الطعام بشكل قسري، وهو ما يولد ردة فعل عكسية عند الأطفال، تجعلهم يرفضون تناول الطعام أكثر.
هذا السر الصغير، وهو إرغام الأبناء على تناول الطعام، هو في الواقع أحد أكثر أسباب عزوف الأطفال عن تناول الطعام. فكلما زاد ضغط الآباء على أبناءهم لتناولوا طعاماً أكثر، كلما زاد اشمئزاز الأطفال من الطعام، وعزفوا عنه أكثر.
لا ترغمه على الأكل!
إن إرغام الأطفال على الأكل من دون الأخذ بعين الاعتبار رغباته، ومعاناته، وطلباته الحقيقية، يجعل مشكلة الأكل متكررة على طاولة الطعام، كلما جلست العائلة حول المائدة.
العديد من الأطفال يظهرون صعوبة بالغة في اتمام طبقهم، وغالباً ما نمر بمثل هذه الحالات: يكون الطفل جالساً على المائدة مع أهله يتناول طبقه ببطئ، ثم يتوقف فجأة مبدياً عدم رغبته في إتمام الطعام، فيبادر الأب أو الأم بالإمساك بملعقة الطفل: ملعقة إخرى لبابا.. وملعقة أخرى لماما. وربما نجعل الملعقة كالطائرة التي تريد أن تدخل المطار، والذي هو فم الطفل.
مثل هذه الحالات، قد تنتهي بضرب الأطفال، أو تأنيبهم، أو إجبارهم على الأكل.. ولكن في الواقع يجب التفكير بأن ثمة أمر يجعل الطفل يعزف عن اتمام أكله.
له آلامه الخاصة
يعتقد الكثير من الأطباء، أنه وبعد استبعاد مسألة الإجبار على الطعام التي هي مشكلة إضافية في مثل هذه الحالة، فإن أكثر الأسباب التي تقف خلف عزوف الأطفال عن الأكل، هي مشاكل نفسية، أو جسدية. وربما كانت على مستوى العلاقة بين الطفل وأمه.
يجب أن نحاول فهم الطفل، وسبب عزوفه عن الطعام، وطلباته، رغباته، آلامه ومعاناته، لكي نتمكن من إعادة الاستمتاع بالطعام له بشكل لطيف وتدريجي، بدلاً من الضرب والتأنيب.
0 تعليقات