الصدمة النفسية وتأثيرها على الصحة العامة
يتساءل البعض عن حول السبب الذي حول الرئيس المصري السابق حسني مبارك من شخص كان يسافر من مدينة لأخرى، ومن دولة إلى أخرى بكل سهولة، ويجتمع مع رؤساء دول ومسؤولين، ويزور أماكن متفرقة في مصر، إلى شخص لا يستطيع الاعتدال في جلسته بعد إعلانه التنحي عن الحكم.
لماذا كانت صحة الرئيس المصري حسني مبارك جيدة خلال فترة حكمه، وتدهورت سريعاً بعد تنحيه عن الحكم.؟ وهل حالته الصحية الحالية هي تمثيلية لمحاولة كسب تعاطف المصريين والعالم معه أم أنه مريض بالفعل؟ وما هي حقيقة وضعه الصحي؟
الحالة النفسية:
ترتبط الكثير من الأمور الصحية في جسم الإنسان بحالته النفسية، وهناك عدة أمراض عضوية مرتبطة وتمثل انعكاساً للأمراض أو المشكلات النفسية، وفي نفس الوقت هناك العديد من العلاجات التي تعتمد على تحسين الحالة النفسية للشخص المريض.
ومن هنا يمكن استقراء حقيقة الوضع الصحي للرئيس المصري السابق حسني مبارك. فبعد عقود من الحكم التي كان يتمتع فيها بكل رعاية واهتمام، وكان يشاهد أسرته وهي تكبر وتصبح أكثر قوة وتمسكاً بالسلطة، تحولت حياة حسني مبارك وعائلته إلى جحيم حقيقي، فأصبح ملاحق قضائياً، ومسجوناً على خلفية قضايا عديدة، في نفس الوقت الذي شاهد فيه أسرته وهي تلاحق وتسجن وتصادر ممتلكاتها. وهذا ما أدى إلى تدهور حالته النفسية، التي انعكست بشكل كبير على حالته الصحية.
قلب وضغط دم:
يعاني الرئيس المصري السابق حسني مبارك _بحسب أطباءه_ من تدهور في صحته ونفسيته، منذ تنحيه من منصبه، وكانت أنباء وتقارير حكومية أشارت في مارس 2011، أن حسني مبارك فقد وعيه أكثر من مرة خلال آخر خطاب قبيل تنحيه، وأن التلفزيون المصري قام بمونتاج لكلمة الرئيس اقتطع منها حالات الاغماء التي تعرض لها.
وخلال فترة وجوده في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، قبل فترة محاكمته في مصر، تعرض حسني مبارك لعدة نوبات قلبية، لذلك طالب
كما شهدت فترة وجوده في العاصمة القاهرة، خلال فترة محاكمته، تدهوراً حاداً في صحته، من بينها ارتفاع ضغط الدم، ومشكلات في القلب، وحالات اكتئاب. الأمر الذي أجبر المحكمة على قبول نقله على سرير طبي متحرك من وإلى قاعات المحكمة.
وكانت أسوأ الحالات التي تعرض لها الرئيس المصري السابق حتى الآن، هي بعيد إصدار القضاء حكماً عليه بالسجن مدى الحياة، يوم السبت الماضي 2 يونيو 2012م، حيث ترددت أنباء عن تردي صحة مبارك، وتعرضه لحالات اضطراب في قلبه.
الوضع الصحي الحالي لحسني مبارك:
حسب أحدث التقارير الطبية التي تحدثت من داخل سجن "طرة" عن حالة حسني مبارك الصحية، فإن الرئيس المصري السابق تعرض لتدهور شديد في صحته الغير مستقرة، ترافق معها ارتفاع حاد في بعض الأحيان لدقات قلبه. ما استدعى الأطباء لطلب جهاز قياس سرعة ضربات القلب أفضل من الموجود حالياً، والذي يعالج به حالياً لأنه غير مجهز تماماً لاحتواء حالته الصحية.
وأكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن حالة مبارك خلال الثلاثة أيام الماضية قد شهدت تدهورا كبيرا في صحته، حيث قام الفريق الطبي المنتدب من طب طوارئ قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية بكتابة تقرير يفيد بسوء صحة مبارك داخل مستشفى السجن، وطالبت بانتداب لجنة طبية للكشف عليه من قبل الطب الشرعي وتحت إشراف النيابة العامة، حتى يخلي الفريق الطبي مسئوليته عن حالة التردي التي أصابت الرئيس السابق.
وأضاف المصدر أن مبارك يشعر بحالة اكتئاب حاد مما يؤثر على حالته النفسية بالسلب، وتابع قائلا: "إن إدارة سجن المزرعة تقدمت بطلب لاستبدال الجهاز، أو نقل الرئيس السابق إلى مستشفى أخرى مجهزة".
وأضاف أنه تم استدعاء نجله جمال مبارك من محبسه لمحاولة تهدئته ومعالجة الموقف، وقررت إدارة السجن حفاظاً على حياه مبارك نقل أحد نجليه بعد أن انتابته حالة عصبية شديدة رفض بسببها التعامل مع كل من حوله حتى أطباء مستشفى السجن وطاقم التمريض، مؤكدًا عدم ثقته في أي حديث يتم معه، كما رفض مبارك تناول الطعام من طاقم التمريض والأطباء ولم يتقبله إلا من نجله.
وكانت قناة العربية قد بثت خبرًا على لسان مراسلتها بأنه تم استدعاء أطباء لعلاج مبارك من صدمة عصبية شديدة.
سرطان المعدة:
هل حقاً أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك يعاني من سرطان المعدة.؟
في الواقع هذا ما أكده محامي عائلة حسني مبارك فريد الديب، وهو ما أكدته عدة وسائل إعلام أجنبية. فبحسب تصريح لفريد الديب خلال شهر يوليو 2011، فإن مبارك يعاني من مضاعفات مرض سرطان المعدة، والذي أنهكه كثيراً.
كما كتبت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً عن حالة مبارك الصحية بتاريخ 20 يونيو 2011 عنونته بـ "حسني مبارك يعاني من السرطان"،
وقال الديب: "مبارك مصاب بسرطان المعدة.. وحالته في تدهور،" مؤكداً أن الرئيس السابق خضع لعملية جراحية كبرى في مارس 20120م، استأصل خلالها طبيبه الألماني، هو وولفغانغ ماركوس بوشلر، أجزاءً من البنكرياس والمرارة وأورام في أمعائه الدقيقة، مشيراً إلى أن تفاصيل الجراحة ظلت طي الكتمان، حتى عن أبرز المسؤولين المصريين.
وأضاف أن الجراح الألماني نصح بأن يخضع مبارك للفحوصات والمتابعة كل أربعة أشهر على مدى عامين بعد الجراحة. وهو ما لم يحظ به حسني مبارك حالياً، ما تسبب له بتردي حالته الصحية.
وما يفاقم الأمر سوءً لدى مبارك، أن حالته الصحية، وبعد عائلته عنه، واحتجاز أبناءه، ومصيره ومصير عائلته الغامض، كل ذلك يتسبب له بتدهور سريع في حالته النفسية، التي تؤثر بشكل مباشر وكبير على حالته الصحية.
0 تعليقات