تتعرض البشرة في فصل الصيف لأشعة الشمس الحارة سواءً في أماكن العمل، أو أماكن الترفيه، مثل الشواطئ والمسابح وما إلى ذلك. مما يتسبب في ظهور مشاكل صحية تصيب هذا الجهاز المهم من أجسامنا أو تثير مشاكل وأمراض كانت كامنة، وهذا يستوجب منا الحديث عن هذه المشاكل، وتقديم الحلول والمقترحات التي تحافظ على صحة وسلامة البشرة في هذا الفصل الحار من السنة.
فما هي أضرار أشعة الشمس على الجلد.؟ وما هي الأمراض الجلدية التي تظهر نتيجة ذلك،؟ وكيف لنا أن نستفيد من هذه الأشعة ونحمي بشرتنا من آثارها السلبية.
طبقات الجلد أو البشرة:
البشرة أو الجلد قد يكون أكبر أجهزة الجسم حجماً، وأهمها من ناحية الوقاية والحماية الخارجية، وأكثرها اهتمام من قبل الجميع، الجميع يعتني بها من أجل الجمال، وهذا الجلد والجمال هو الذي يعكس مدى صحة الجسم من الداخل، كما أن وجود أي مرض داخل الجسم قد يظهر على الجلد أيضاً.
عندما نتكلم عن الجلد وأهميته، يجب أن نذكر تركيبة الجلد، مما يتكون.
هناك 3 طبات (من الطبقة الخارجية إلى الداخلية) وهي:
1- طبقة الابيديرمس (epidermis)
2- طبقة الديرمس (Dermis)
3- الطبقة الدهنية.

أولاً: طبقة الابديرمس (epidermis):
فيها عدة خلايا، منها الخلايا التي تكون طبقة الكرتين، وهي طبقة الجلد الميت الذي نراه (الطبقة الخارجية).
في هذه الطبقة الخارجية التي تكون طبقة الكرتين (الكيراتين) هناك خلية أخرى وهي خلية الميلانوسايتس، وهي الخلية المسؤولة عن اعطاء صبغة للون الجلد، والتي تكون نشطة أكثر لدى البشر الذين تكون بشرتهم سمراء، فيما يكون افراز ونشاط هذه الخلايا أقل لدى الناس من ذوي البشرة البيضاء.
ثانياً: طبقة الديرمس (Dermis):
هذه الطبقة تحتوي الأوعية الدموية والنهايات العصبية، والغدد الدهنية والغدد العرقية، بالإضافة إلى تكوين مهم وهو الكولاجين والايلاستين، وهي التي تعطي المرونة للجلد.
ثالثاً: الطبقة الأعمق وهي الأنسجة الدهنية.
وظائف الجلد:
حماية الجسم من الأشياء الخارجية
اعطاء للون للبشرة
اعطاء مظهر خارجي للجسم
نهتم ببشرتنا لأنه شيء خارجي وظاهري للناس، وبالتالي الإنسان الصحي من الداخل سينعكس ذلك على صحته من الخارج. لذلك يجب أن نحافظ على البشرة بكل الطرق المتاحة.
أنواع البشرة أو الجلد:
هناك العديد من المصطلحات المتداولة بشكل عامي بين الناس، مثل البشرة الحساسة، والبشرة الجافة وغيرها، ولكن هذه المصطلحات ليس دقيقة طبياً، ولا توجد مثل هذه التقسيمات في الكتب والمراجع الطبية، ولكنها قد تفيد الناس بشكل عام، وتفيد من يهتم بمساحيق التجميل، لذلك يمكن القول أنه _إلى حد ما_ فإن هذه المصطلحات يمكن استخدامها طبياً بحيث تؤخذ بعين الاعتبار حين اعطاء الوصفة الطبية.
ولكن بشكل طبي، فإن البشرة البشرة المختلطة هي التي تكون موجودة عادة بين غالبية الناس.
في حالة الشخص الطبيعي
هناك خلايا هي المسؤولة عن اعطاء الطبقة الدهنية الخارجية للبشرة، لذلك فإن دهنية البشرة عادة تكون مركزة في أماكن معينة من الجسم، وهي الوجه، والرقبة، وأعلى الصدر وأعلى الظهر والأكتاف، إذ أن هذه الغدد الدهنية عادة تكون مركزة أكثر في هذه الأماكن، فتفرز دهون أكثر.
ولكن حين الحديث عن أطراف اليد مثلأ أو الساق، فإن هذه الأماكن تحتوي على الغدد الدهنية ولكن بنسب أقل بكثير مقارنة بالأماكن المذكورة.
لذلك نسبياً فإن الوجه عادة يكون رطباً ودهنياً، وفي المقابل القدم و اليدين يميلان إلى الجفاف.
لهذا فإن الشخص الواحد قد يعاني من جفاف في أماكن ودهنية في أماكن أخرى.
جفاف ودهنية البشرة تعتمد على عدة عوامل.
البشرة الدهنية مثلاً يمكن أن تنشف بسبب الصابون.. من كثر استخدام الصابون والغسول فإننا نخفف من دهنية البشرة، وبالتالي تصبح البشرة مائلة للجفاف.
والافضل هنا أن نحاول موازنة بشرتنا بحيث لا تكون دهنية كثيراً ولا جافة كثيراً.
هل البشرة الدهنية مرض؟ وهل البشرة الجافة مرض؟
البشرة الدهنية أو الجافة أمر طبيعي، وهو يرجع لوجود الغدد الدهنية في أجسامنا، وحسب الأماكن. ولكن هناك أمراض تسبب نشاطاً زائداً للغدد الدهنية، ما ينتج عنها بعض الأمراض، كحب الشباب، والاكزيما الدهنية.
لذلك يمكن القول أن حب الشباب والاكزيما الدهنية مشاكل جلدية تنشأ بسبب فرط نشاط الغدد الدهنية.
في المقابل، عند قلة نشاط الغدد الدهنية قد تنشأ بعض المشاكلات في الجلد، مثل الاكزيما التأتبية، بحيث يميل الجلد لأن يكون جافاً، بسبب قلة افراز الخلايا الدهنية، خاصة في فصل الشتاء، وعندما يكون الجو جاف.
البشرة السليمة أو البشرة الصحية:
عندما نقول إن بشرة أحد الأشخاص سليمة أو صحية، فهذا يعني أنه لا يعاني من أي مرض جلدي، لا حب شباب ولا تصبغات ولا البهاق ولا الصدفية ولا غيرها. فبشكل عام عدم الاصابة بالأمراض الجلدية هو بحد ذاته أمر يشير إلى صحة وسلامة البشرة.
بالإضافة إلى ذلك فإن عدم وجود تجاعيد الجلد والشيخوخة. فبعض النساء يكون عمرها 50 سنة ولكن بشرتها وجلدها يشير إلى أن عمرها 30 سنة تقريباً. وهذا انعكاس لاهتمامها ببشرتها وصحة جلدها خلال سنوات عمرها.
طرق الحفاظ على البشرة الصحية:
1- التغذية السليمة
2- التغذية المتنوعة (من فيتامين، بروتينات، معادن) حيث أن هذه الأغذية مهمة للجسم بشكل عام، ومهمة للجلد بشخص خاص.
3- ممارسة الرياضة
4- المحافظة على وزن مناسب.
5- الابتعاد عن الأمور التي تسبب شيخوخة الجلد، كالتدخين، التعرض للشمس. لذلك فإن تجنب هذه العوامل عنصر مهم للمحافظة على جلد صحيح وسليم.
تأثير اشعة الشمس على الجلد والبشرة:
تتكون أشعة الشمس من الطيف الكهرومغناطيسي. هناك الأشعة المرئية والتي تتكون من الألوان المعروفة لدينا (ألوان الطيف) وهو اللون الذي نراه. ولكن هناك أشعة وألوان لا يمكن رؤيتها، وهي الأشعة فوق البنفسجية، والأشعة تحت الحمراء. وهناك أشعة أخرى مثل اشعة الاكس، وأشعة الغاما.
ما يهمنا هنا الأشعة فوق البنفسجية، والتي تتكون من أشعة (A,B,C) وما يصل الأرض هو أشعة A وأشعة B، حيث تتفلتر أشعة C في طبقة الأوزون قبل وصولها للأرض.
أكثر هذه الأشعة ضرراً على الأرض هي أشعة B لأنها المسؤولة على المدى الطويل عن حدوث سرطانات الجلد. بالتالي يجب أن نقي أنفسنا من أشعة الشمس.
فوائد أشعة الشمس:
أشعة الشمس بشكل عام مفيدة للحياة بالعموم، النباتات، ضوء النهار، تكوين فيتامين د، لذلك فإن اشعة الشمس ضرورية ومهمة للحياة للبشرة أيضاً، لكن في المقابل، التعرض لأشعة الشمس في أوقات معينة وبشكل مستمر مضر.
فترة الظهر ما بين الساعة 10 إلى الساعة 4 تكون فيها الأشعة فوق البنفسجية في أوج شدتها، لذلك ينصح بما يلي:
1- تجنب التعرض لأشعة الشمس بشكل عام خلال هذه الفترة.
2- استخدام واقي الشمس على البشرة بحال التعرض للشمس.
3- الجلوس والعمل في أماكن الظل لتجنب الأشعة المباشرة.
4- ارتداء ملابس طويلة بحيث تغطي معظم أجزاء الجلد.
البرونزاج أو تغيير لون البشرة من خلال التعرض لأشعة الشمس:
عمليات البرونزاج أو التان لتغيير لون البشرة هي عملية برأيي غير صحية أبداً. بعض الأشخاص يتعرضون للشمس لفترة طويلة مرة أو مرتين في السنة للحصول على اللون المطلوب، ولكن خلال تعرضهم للشمس فإنهم يعرضون جلودهم للحروق، وهذه الحروق هي مضرة بالجسم، سيعاني الشخص من آلام وتسلخات في الجلد، حرارة وتعب وجفاف.

كما أن تكرار مثل هذه العملية قد يعرض الشخص للأصابة بسرطان الجلد المعروف باسم (الميلانوما) والتي ترتفع نسبة الإصابة به بحال التعرض لحروق وضربات للشمس بعد التعرض لفترة طويلة تحت أشعة الشمس.
هناك أناس يحصلون على اللون المطلوب من خلال التعرض لأشعة الشمس بشكل متكرر ولكن لفترات قصيرة، مثلاً لمدة نصف ساعة فقط في أوقات معينة، وبدون أن يصل إلى مرحلة الحروق، وهؤلاء يعرضون جلودهم لأشعة الشمس باستمرار، وفي هذه الحالة، وخاصة إذا كان التعرض لأشعة الشمس خلال فترة ارتفاع نسبة أشعة B بين الساعة 10 و4، وعلى المدى الطويل. فإنهم يعرضون أنفسهم لخطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات، مثل سرطانات الخلايا القاعدية، أو سرطان الجلد الحرشي.
في المقابل يعاني الشخص أيضاً من ارتفاع نسبة التجاعيد في الجلد بسبب عمليات التان هذه، لكن الأشخاص الذين يحبون عمل تان، فأنا أنصحهم بأن يعملون قبل الساعة 9 صباحاً، أو بعد الساعة 4 عصراً، وتكون الفترة نصف ساعة فقط، مع وضع واقي شمس، وشرب كمية كبيرة من السوائل، وأن لا تكون هذه العمليات متكررة.
0 تعليقات