أكد عدد من مستخدمي التويتر، أنهم يعانون من الأرق خلال النوم، بسبب وضع الهواتف المحمولة إلى جانبهم طوال الليل، ما يتسبب لهم بالإيقاظ كلما وصلت رسالة إلى الجوال أو أيمن التطبيقات التي يتضمنها، خاصة الفيس بوك والتويتر.
وقال عدد من المغردين في حساب "صحة أو نلاين" على التويتر (@sehaonline): إنهم لا يهنؤون بنوم عميق، بسبب الهواتف الذكية، التي تستمر باستقبال الرسائل وتعطي التنبيهات طوال الوقت. ورغم ذلك، فقد أظهر الكثير منهم تعلقهم الشديد بالجوالات خلال الليل، ولو على حساب جودة نومهم.
آراء مغردي التويتر:
تقول ريمة (@Reema_s0) لموقع صحة أون لاين "جوالي دائماً بجانب مخدتي، وفي كل مرة أفتح عيني لازم أشيك إذا فيه مسج أو مكالمة جديدة أولا. وبعدها أرجع انام".
فيما تؤكدBedoor (@Bedooo20) أنها تبقي الجوال بجانبها طوال الليل، وأنها تستيقظ دائماً على صوته، وأنها تستعين به من أجل أن تفيق بشكل كامل صباحاً، وتقول: "تعودت ما أنام إلا لما أمسك الجوال، وأحيانا أنام وهو بيدي من دونما أحس، ولما أصحى أمسكه وأقلب فيه عشان أصحصح ويطير النوم".
عمار السعدي (@ammarwaseet) يبدي استسلامه من قدرته على التخلص من الجوال ليلاً، وكتب يقول: "أنا كل شغلي بالجوال، وعندي 4 أجهزه في نفس الوقت، غير الخطوط الأرضية في العمل. فكيف الحل؟"
وتشير [email protected]) looolooo2000) إلى أن الجوال يزعجها خلال الليل، وتقول: "جوالي ينام جنبي فقط لضبط المنبه وما يزعجني فقط رنة المسجات أو التنبيهات على صفحات التواصل الاجتماعي"، وفيردها على تساؤل الموقع" لماذا لا تضعه على الصامت قبل النوم؟"، ترد linaبالقول: " عشان المنبه لان في عطل في الجوال إذا وضعته صامت لا اسمع جرس المنبه".
وتنتقد emanalawad(@EmanAlawad) الحالة التي وصل لها الناس بسبب الجوالات، وتقول: "صار إدمان عندما كنا عايشين بدونه براحة بال".
أما سمية ياسر (@lounasoumia)، فتؤكد أنها لا تغفل عن المشاكل التي يسببها الجوال، مؤكدة بالقول: "كنت أضعه تحت الوسادة، لكن منذ عرفت الموجات المؤثرة سلبا على دماغنا وخلايا جسمنا المنبعثة منه، عودت نفسي أن أنام بدونه، فصحتي أهم!" ويصف (@majeed_69) الجوال بالزوجة، قائلاً: "على قولة بعض الأخوة: الجوال هو زوجتي!"، وتؤيده emanalawad بذلك، وتقول عن الجوال بانه: "أقرب من الناس اللي معاك ببيت واحد".
تستحق التجربة:
تطوعت إحدى متابعات موقع صحة أون لاين على التويتر، وهيNourah (@Nourah1409) للقيام بتجربة خلال الليل، كتبت في البداية تقول رداً على سؤال الموقع مفاده "هل ينام الجوال بجانبك؟ وهل يؤثر على نومك؟ وكيف؟"، حيث قالت: "أنام وهو تحت مخدتي فيؤثر على نومي كثير، أي تنبية من أي برنامج يصحيني وصعبة أرجع أنام بعد أن أصحى".
وسألنا Nourah "لماذا إذن لاتضعيه على الصامت قبل النوم، أو تغلقيه نهائياً؟"، وكانت الإجابة "أضعه على الصامت ولكن بعض التطبيقات تهتز كتنبية عند قدوم أي جديد!"، وعندما عرضنا عليها إجراء تجربة إلغاء خاصية الاهتزاز لليلة واحدة تجريبية، ومحاولة الحصول على نوم هادئ وعميق، قالت Nourah "سأقوم بذلك هذا اليوم واخبركم بماذا شعرت".
وفي صباح اليوم التالي، كتبت تقول في حسابها على تويتر (@Nourah1409): "نعم تم إلغائها، وقد استمتعت فعلاً فلم أستيقظ سوا على المنبه في تمام الساعة التاسعة صباحاً، وصباحكم خير ونشاط".
كيف نتخلص من هذه المشكلة:
في تعليقها على آراء قراء الموقع، تؤكد الدكتورة ندى الأطرش، الأخصائية النفسية الشهيرة، أن النوم "هو حاله طبيعية متكررة، يتوقف فيها الكائن الحي عن اليقظة وتصبح حواسه معزولة نسبياً عما يحيط به من أحداث. مشددة على أهمية النوم لم ساعدتنا في استعادة النشاط وحفظا لا تزان الداخلي".
وتضيف لموقع (صحة أون لاين): هناك عدة أنواع للنوم، أولها مرحلة النعاس أو التحضر للنوم، وفيها يتقلب الشخص في الفراش ويغمض عينيه ويبقى متيقظاً لأي صوت أو حركة. والثانية مرحلة النوم الخفيف، وفيها يستيقظ النائم عند حدوث أي ضوضاء، وقد يرى بعض الأحلام. والثالثة مرحلة النوم العميق، وفيها لا يشعر النائم بالبيئة المحيطة. تليها مرحلة النوم المريح. وتتميز باسترخاء تام للنائم، ويحتاج عند الاستيقاظ لفترة كافية ليدرك ما حوله.
وتؤكد د.ندى الأطرش، أن استخدام الجوال أثناء الليل أو وجوده بجانبنا يجعلنا نتأرجح بين المرحلة الأولى والثانية، ما يعوق وصولنا لمرحلة النوم المريح، وهذا قد يؤثر سلباً على صحتنا ونفسيتنا، ويجعلنا في حالة من التعب الجسمي والتوتر النفسي، ويعوق قدرتنا على الإنجاز والتفكير والتخطيط.
وتقول: "تعتبر هذه العادة التي ظهرت حديثاً، من العادات المدمرة للذات، حيث يتشكل لدينا نوع من الارتباط العقلي والنفسي بين صورة الذات والهاتف الجوال، ونقيّم أنفسنا ونشعر بوجودنا وقيمته من خلال مواقع التواصل الإلكتروني، متجاهلين بذلك أي نقاط للقوة لدينا، وبسبب ارتباطنا القوي بعملنا الذين قوم بإنجازه من خلال الوسائل الإلكترونية، متجاهلين صحتنا وحياتنا الاجتماعية والأسرية".
وللتخلص من مشكلة وجود الهاتف الجوال بجانبنا خلال النوم، تعدد الدكتورة ندى الأطرش بعض النصائح الهامة، منها: ضرورة إدراكنا للآثار السلبية المرتبطة بوجود الهاتف الجوال بجانبنا خلال النوم. وضرورة احترام خصوصيتنا وحاجتنا البيولوجية كالنوم والراحة. وأيضاً ضرورة أن ندرب أنفسنا على تنظيم أوقاتنا، بما فيها أوقات النوم والعمل.
مشكلة عالمية:
بيد أن هذه المشكلة لا تقتصر فقط على الشباب والفتيات في السعودية أو الخليج العربي، بل تمتد إلى أماكن كثيرة حول العالم.
حيث نشرت شبكة البي بي سي البريطانية تقريراً يوم الجمعة الماضي 30 نوفمبر 2012م، أكدت فيه أنه يوماً بعد يوم تتزايد طلبات المساعدة بسبب اضطرابات النوم، إذ يفعل بعض الناس أشياء بالغة الغرابة أثناء الليل، وارتفعت أعداد المترددين على العيادات المتخصصة في اضطرابات النوم أكثر من أي وقت مضى.
وتضيف الشبكة الإعلامية، أن التكنولوجيا أصبحت تلعب دوراً ضخماً في حياتنا ولهذا فليس من الغريب أن يكتشف خبراء النوم نوعا جديدا من السلوكيات المرتبطة بها.
0 تعليقات