أوروبا تخسر معركتها ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية

بقلم: ميشيل روبرتس (مراسلة أخبار الصحة من BBC)

يحذر خبراء صحة أوروبيون من أن حالات العدوى المقاومة للمضادات الحيوية قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة وتتجاوز الآن قدرتهم على مكافحتها بالأدوية المتوفرة حاليا.
في الاتحاد الأوروبي , يموت كل عام أكثر من 25,000 شخص بسبب العدوى البكتيرية التي تقاوم أحدث المضادات الحيوية. و تقول منظمة الصحة العالمية أن الوضع قد وصل الى مرحلة حرجة، وهناك حاجة ماسة لصنع عقاقير جديدة.

أحد الأمثلة على ذلك جرثومة نيودلهي أو NDM – 1 التي عثر عليها مؤخرا في مرضى بريطانيين أحضروا معهم العدوى من دول مثل الهند وباكستان.

أسلحة قوية

هذه الجراثيم مقاومة للمضادات الحيوية "carbapenem" ، وهذا الأمر يقلق الخبراء لأن هذه المضادات تعتبر من أقوى الأسلحة التي تستخدم لعلاج الأمراض المعدية المستعصية.

تقول سوزانا جاكاب المديرة الإقليمية لأوروبا في منظمة الصحة العالمية:" نظرا لنمو السفر والتجارة في أوروبا وعبر العالم ، يجب على الناس أن يدركوا أن جميع البلدان غير آمنة حتى يتم اكتشاف علاج لهذه البكتيريا"

ويقول الباحثون في جامعة كارديف أن البكتيريا التي تحتوي على الجين الجديد المقاوم للمضادات الحيوية قد لوثت إمدادات مياه الشرب في دلهي ، وهذا يعنيأن الملايين من الأشخاص يمكن أن يكونوا حاملين لها.

و قام الدكتور تيموثي ولش وفريقه بجمع 171 مسحة من تسربات مياه الحنفية و 50 عينة من مياه صنابير الأماكن العامة في مساحة 12كيلومتر في وسط نيودلهي بين سبتمبر وأكتوبر من عام2010 .

وعثر على جرثومة 1- NDMفي اثنتين من عينات مياه الشرب الخمسين و 51 من عينات التسرب.

و الأمر المثير للقلق هو أن هذا الجين قد انتشر ليشمل البكتيريا التي تسبب الزحار والكوليرا ، والتي يمكن أن تنتقل بسهولة من شخص لآخر عن طريق مياه الصرف الصحي و مياه الشرب الملوثة.

الأمراض المعدية
يدعوا العلماء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم للتصدي للسلالات جديدة والحيلولة دون انتشارها العالمي.

تقول سوزانا جاكاب: "المضادات الحيوية هي اكتشاف ثمين و لكن الاستخدام المفرط و سوء استخدامها أدى إلى ظهور بكتيريا لا تستجيب لأي دواء"
و تقول وكالة حماية الصحة في بريطانيا أنها تراقب انتشار NDM – 1عن كثب.

و تم اكتشاف أول حالة عدوى بكتيرية مع هذه المقاومة في يناير 2008. فيما تم بدأ رصد هذه المقاومة في عام 2009 بسبب اكتشاف العديد من الحالات. وحتى الآن ، تم تسجيل حوالي 70 حالة من العدوى في بريطانيا.

و تصر وكالة حماية الصحة البريطانية على أن خطر إصابة المسافرين إلى شبه القارة الآسيوية الذين لا يتلقون العلاج في المستشفيات هناك ضئيل جدا.