تنتشر في بعض الدول العربية وحتى العالمية، أكلات مختلفة ومتنوعة للأسماك المتخمّرة، والتي تصل إلى حد السميّة في كثير من الأحيان، إلا أنها تتمتع بشهرة واسعة، الأمر الذي دفع الكثير من الأطباء للتحذير منها، دون أن يتمكنوا من تقليل حبّ الناس لها، وشغفهم بتناول هذه الوجبات التي يعد البعض منها جزءً من التراث.
من بين هذه الأكلات:
الفسيخ:
الفسيخ من أصناف الأغذية المملّحة والمتخمرة التي توجد في مصر وبعض الدول العربية، وهو يؤكل عادة في عيد شم النسيم في مصر، ويتم إعداد الفسيخ بإضافة الملح إلى أسماك البوري الكاملة المتخمرة ثم يعتّق لفترة من الوقت تبعاً لدرجة التمليح.
وتستخدم في السودان أصنافاً أخرى من الأسماك، وعادة ما يقترن مع عمليتي التمليح والتخليل؛ تعفن وتخمير تلعب خلالها الكائنات الدقيقة والإنزيمات الموجودة في أنسجة السمك دوراً هاماً في إنضاج الفسيخ.
وقد تكررت حالات التسمّم بالوشيقيات (botulism) والتي أدت إلى الموت، مما قلل من استهلاكه ودفع السلطات الصحية لتشديد الرقابة على ظروف تصنيعه.
وفي مقابل استمرار إقبال الناس على الفسيخ، أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرات إلى المصريين وغيرهم، لضرورة التوقف عن تناول الفسيخ، مؤكدة أنه يعد من منطلق صحي "وجبة فاسدة ومضرة بالصحة"، ومع ذلك ينفق المصريون ملايين الجنيهات سنوياً، خاصة في موسم شم النسيم، لتناول هذه الوجبة، التي يعدها الكثيرون أنها خاصة بالذواقين.
المهياوة أو المشاوه:
المهياوة أو المشاوه (في دول الإمارات العربية) عبارة عن حساء سمك متخمر يؤكل بكثرة في بعض دول الخليج العربي، وعادة يتم إعداد المهياوة في المنازل كما تباع في بعض المخابز الصغيرة التي تصنع الخبز التقليدي (التنور)، وفي الآونة الأخيرة بدأت بعض المصانع بتصنيع المهياوة وطرحها في الأسواق، وإن كانت هذه الأخيرة لا تتمتع بالمذاق المميز الذي تتمتع به تلك المحضرة في المنازل.
وتتم طريقة التحضير عن طريق خلط الأسماك الصغيرة المملحة (السردين الهندي) ويضاف إليها زيت وبهارات وماء وملح ثم توضع في قنان زجاجية تغطى بإحكام وتعرَّض للشمس لمدة تتراوح بين 7 إلى 15 يوماً لتتخمر، وبعد ذلك يسخن السمك المتخمر ويصفى ثم يوضع الخليط في زجاجات ويترك لمدة 5-10 أيام لزيادة التخمر، ويتم تناول المهياوة مع الخبز والبصل الأخضر ويفضل تناولها في وجبة الإفطار.
كما يمكن تصنيع المهياوة من سمك المتوت الصغير الذي لا يتجاوز حجمه 10 سم، يجفف في الشمس ويطحن مع الخردل ويعجن ويضاف إليه حبة حلوة وكمون وقليل من الطحين مع الملح ويرش عليه قليل من ماء الورد والليمون ويصبح سائلاً ثقيلاً لذيذ الطعم ،بعضها يعرض للشمس ليصبح طعمه ألذ ويؤكل بعدها مع الخبز. وتحتوي المهياوة على مادة الفسفور والكالسيوم بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات.
واليوم بعد أن تقلصت كثيراً حجم تناول هذه الأكلة في الإمارات العربية ودول الخليج، ينظر الكثيرون إلى المشاوه على أنها أكلة مندثرة تجاوزها الزمان.
0 تعليقات