تناقلت وسائل الإعلام العالمية والمحلية أخباراً تتعلق بالعاصفة الشمسية التي ضربت الأرض مساء أمس الثلاثاء، والتي تعد الأقوى منذ عام 2003، بعد أن كانت أنباء سابقة تحدثت عن إمكانية تسبب تلك العاصفة ببعض الأعطال والأضرار على الأقمار الصناعية والتيارالكهربائي.. فيما ذهبت بعض الأنباء إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن تلك العاصفة قد تتسبب بشل بعض الأجهزة وأنظمة الاتصال.
فما حقيقة هذه العاصفة..؟ وما مدى تسببها للأضرار على الأرض؟
بداية الأحداث
القضية بدأت بعد أن أعلنت هيئة الأرصاد الأمريكية قبل عدة أيام، أن عاصفة شمسية خرجت من الشمس وهي تتوسع بكل الاتجاهات بما فيها الأرض، بسرعة تجاوزت 7 ملايين كيلومتر في الساعة.. مشيرة إلى أن العاصفة التي نشأت بسبب انفجار ضخم وقع يوم الأحد الماضي عند السابعة بتوقيت مكة المكرمة، قد تضرب الأرض خلال أيام، وأنها قد تسبب بعض التشويش على الأقمار الصناعية وأنظمة الملاحة وأجهزة الراديو.
وخصّت الهيئة الطائرات التي تطير بارتفاعات كبيرة، والمناطق القريبة من قطبي الكرة الأرضية، حيث قد تتضرر أنظمة الملاحة هناك من هذه الموجة الشمسية الدافقة.
وننقل حديثاً لعالم الفيزياء الشمسية اليروفيسور فولكر بوتمر، والذي وصف تلك الأشعة ومدى تأثيرها على الناس بالقول: إن حجم الإشعاع الناشء عن العواصف الشمسية القوية في إحدى قطبي الكرة الأرضية يشابه في تأثيره قوة الأشعة السينية. مضيفاً أن ركاب الطائرات قد لا يشعرون أو يتعرضون لهذه الأشعة، إلا أن طاقم الطائرة الذين يجلسون في كابية قيادة لا يفصلها عن الغلاف الخارجي سوى زجاج ، قد يتعرضون بشكل أكبر لهذه الأشعة.
ما طبيعة العاصفة الشمسية؟
بشكل عام، فإن العاصفة الشمسية تحدث عندما تقذف الانفجارات على سطح الشمس سحباً غازية كبيرة باتجاه الفضاء الخارجي. وتحمل هذه السحب شحنات كهربائية قوية، قد تؤثر _رغم المسافة التي تقطعها في الكون_ بأنظمة الملاحة والجالات المغناطيسية على الأرض أو في غلافها.
إلا أن العلماء يؤكدون أن هذه السحابات المغناطيسية عالية السرعة، لا تستطيع اخترق المجال الجوي للأرض، وبالتالي لا تستطيع أن تؤثر على حياة البشر والحياة الطبيعية في الأرض.
وفي هذا الصدد يقول البروفيسور كالوس بورغر، العامل في معهد المعلومات الجيولوجية في الجيش الألماني: إن الشمس تقذف كميات كبيرة من الإلكترونات والبروتونات، ويمكن لسحابة قوية من العواصف الجيومغناطيسية أن تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي والنظم الإلكترونية المختلفة.
آثار العواصف الشمسية:
تنافست بعض وسائل الإعلام في وصف تلك العاصفة الشمسية، حيث ذهبت شبكة الـ (BCC) البريطانية إلى حد وصف أن كوكبنا يشهد "قصفاً لجزيئات عالية الطاقة تقطع المجال المغناطيسي للأرض تسببها أقوى عاصفة شمسية تتعرض لها الأرض".
إلا أنها في حقيقة الأمر ليست العاصفة الأقوى التي تتعرض لها أرضنا، فقد سبق أن تعرضت لعدة عواصف شمسية ضخمة.
ويسجل التاريخ الحديث عدة اختراقات لتلك الموجات الكهرومغناطييسة التي تتفلت من الشمس وتصل إلى الأرض، ففي عام 1972 أدت عاصفة شمسية مماثلة إلى تدمير شبكات الهواتف الطويلة المدى في ولاية إلينوي الأمريكية. وفي عام 1989 أدت عاصفة أخرى إلى أن يخيم الظلام على إقليم كويبك الكندي.
إلا أن هذه العاصفة مرّت بسلام على ما يبدو، تقول قناة فوكس نيوز الأمريكية على موقعها الإلكتروني في خبر بثته اليوم الأربعاء، 25 يناير 2012: إن شركة الطيران الأمريكية دلتا ايرلاينز قامت بتحويل مسار ست رحلات كانت تمر في الأصل بالقطب الشمالي وأن شركات طيران أمريكية أخرى مثل شركة أمريكان ايرلاينز أعلنت أنها لم تتأثر بالعاصفة.
فيما قال متحدث باسم وكالة الفضاء الأمريكية ناسا: إن خبراء الفضاء الدوليين وعلماء الطاقة الشمسية قد تمكنوا من تقدير الآثار المتوقعة نتيجة لتلك العاصفة. وقرروا أنه ليس هناك ما يدعو إلى اتخاذ إجراءات حماية خاصة لرواد الفضاء الستة الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية لتفادي تيار الجزيئات.
كما لم تسجل هيئة الأرصاد الأمريكية على صفحتها الإلكترونية وقوع أية أضرار تأثرا بالعاصفة الشمسية.
0 تعليقات