مع تطور الحياة العصرية وما يصاحبها من ضغوط نفسية وعصبية، ترتفع نسبة الإصابة بالصداع النصفي (أو الشقيقة) خاصة بين النساء.
وبالإضافة إلى الآلام الشديدة التي يسببها هذا الصداع فإنه يؤثر أيضا على نوعية حياة المريض ويحد من قدرته أحياناً على القيام بأبسط أعباء حياته اليومية. كما أن الصداع النصفي هو نوع من آلام الرأس التي قد تكون شديدة ومصحوبة في أحيان كثيرة بغثيان وحساسية شديدة للضوء والضجيج والروائح.
آلام مزعجة
بشكل عام، فإن آلام صداع الشقيقة (النصفي) مزعجة وقد تؤثر على نوعية حياة المريض وقدرته على القيام بأعباء الحياة في العمل والحياة الخاصة، ومن هنا تأتي أهمية فهم هذه الحالة وتشخيصها تشخيصا دقيقا ومعالجتها.
وفي الغالب يصيب هذا الصداع النساء في سن صغيرة (المراهقة والعشرينات من العمر)، وهناك نسبة قليلة تعانيه في سنوات متأخرة وهو مرض يصيب النساء بكثرة مقارنة بالرجال.
أسباب الإصابة
أسباب الإصابة بالصداع النصفي غير معروفة بالكامل، لكن العلماء استطاعوا عن طريق الدراسات والأبحاث فهم ميكانيكية حدوث النوبات والتغيرات الفسيولوجية التي تحدث في شرايين وأغشية الدماغ أثناء النوبات الحادة وما يحدث خلال النوبة يمكن تلخيصه بتغييرات في الشرايين داخل الدماغ حيث تتقلص بداية ثم تتوسع مصحوبة بالتهابات في بعض الأعصاب داخل الدماغ تنقل إشارات الألم، ومن هنا تبدأ النوبات.
أعراض خاصة
أعراض الشقيقة أو الصداع النصفي هي عبارة عن نوبات ألم شديد في الرأس قد تحدث من دون إنذار وفي حالات عديدة يسبقها إنذار (علامات ما قبل النوبة) على شكل أضواء أو خطوط أو نجوم أمام العين أو تغير في المزاج أو إحساس بالتعب العام أو تنميل في الوجه والأطراف لمدة ثوان أو دقائق، يتبعها ظهور ألم الرأس النابض مع تحسس من الضوء والصوت وغثيان وتستمر النوبات من أربع ساعات وحتى 72 ساعة (أي ثلاثة أيام) ويزداد ألم صداع الشقيقة أثناء الجهد الجسدي والحركة.
التاريخ المرضى الدليل الأكبر
تشخيص صداع الشقيقة يتم عادة بعد شكوى المريض من آلام الرأس، ويقوم الطبيب بسؤال المريض عن تاريخ المرض وكيفية حدوث النوبات والعوامل التي تزيد منها أو العوامل التي تقل من حدتها وغالباً ما يكون التاريخ المرضي هو الدليل الأكبر على صداع الشقيقة بجانب الفحص السريري الذي عادة ما يكون سليما عكس ما يتوقع معظم المرضى الذين يخشون من حدوث مكروه في الدماغ أو وجود أورام أو نزيف.
الجديد في مجال العلاج
هناك عدة طرق للعلاج، ومن المهم جدا التعرف على العوامل التي تؤدي إلى حدوث النوبة وعند حدوث النوبة يمكن تناول مسكنات بسيطة كالأسبرين والبنادول أو مسكنات أقوى منها أو أدوية خاصة بنوبات صداع الشقيقة، ثم إضافة علاج وقائي يؤخذ بصورة مستمرة يوميا، حتى عند عدم حدوث النوبات وذلك لمنع تكرارها أو التخفيف من شدتها.
البوتكس أثبت فاعلية عالية
الآن أصبح بالإمكان استعمال حقن البوتكس التي تحقن في عضلات جلدة الرأس مرة واحدة كل ثلاثة أشهر أو أربع أو أكثر. حيث أثبت البوتكس فعالية جيدة في الوقاية من نوبات الشقيقة والتخفيف من آلامها.
يتميز العلاج كذلك بعدم الحاجة لأخذه يوميا إذ أن حقنة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر تكفي للتخلص من آلام الشقيقة عند نسبة عالية جداً من المرضى. ويستخدم البوتكس لارتخاء عضلات الجسم في حالات تقلصات عضلات الرقبة والعضلات ما بعد الشلل، وحالات شلل العصب السابع في الوجه، بالإضافة إلى حل مشاكل تجاعيد الوجه.
0 تعليقات