بعض الأمراض النفسية يحصل بينها تشابه مع بعض ما يطلق عليه اسم الأمور الغيبية مثل العين والمس والسحر.
والمشكلة في موضوع علاج العين والسحر، أن بعض الرقى قد يتجاوز في الرقية الشرعية إلى أكثر من قراءة القرآن على من يأتي يطلب الاستشفاء، وذلك باستخدام الكهرباء أو إعطاؤه بعض الأعشاب أو بعض العلاجات أو الأدوية، وهي من وجهة نظر الطب النفسي مجرد اجتهاد من الراقي.
فالاستشفاء بالقرآن الكريم وارد شرعاً، ولكن الاجتهادات الزائدة عن قراءة القرآن الكريم هي ما تدفع الكثير من الأخوة القراء لاستخدام أشياء قد تضر بالمريض، مثل الكهرباء، أو القيام بخنق المريض اعتقاداً أنه يخنق الجان، وكمحاولة لإخراجه من جسم المريض، أو استخدام الحرق بالنار، أو الكي، أو غيرها. وكل هذه الأمور فيها مضرة كبيرة على المريض، بدون أن يتمكن الراقي من أخذ التدابير اللازمة التي تقي المريض من الخطر المحدق به جراء مثل هذه الأمور، كالوفيات التي حصلت على يد بعض الرقاة جراء استخدام الكهرباء أو غيرها.
كيف يتم التفريق ما بين الطب النفسي والرقية الشرعية؟
لا يوجد تفريق بين الطب النفسي والرقية الشرعية، وإنما يوجد بعض الأمور التي تتشابه بين الكثير من الحالات من الجانبين.
فبعض الأمور التي تأتي إلى عيادات الطب النفسي يكون المريض قد سبق له الذهاب إلى بعض الرقاة، وشخصوا له الحالة بأنه يعاني من العين أو المس أو السحر أو غيرها، إلا أنها في الطب النفسي له تفسيرات علمية، كأن يعاني الشخص من اضطراب الشخصية، أو الهيستيريا، أو نوبات الهلع، أو القلق، أو الاكتئاب. فهذا التشابه لا يمنع أن يقوم المريض بعلاج الحالة عن طريق العلاج النفسي، وأيضاً عن طريق الرقية الشرعية، ولكن الرقية الشرعية محصورة بقراءة القرآن الكريم، سواءً من خلال أن يقوم الانسان برقي نفسه بنفسه، أو أن يطلب الرقية الشرعية من شخص يرقي أو يقرأ القرآن عليه فقط على أن لا يستخدم الأساليب التي فيها تجاوز لقراءة القرآن.
هل يمكن تقنين الرقية الشرعية وضمها إلى الطب النفسي؟
يجب تقنين الرقية الشرعية بحيث يتم اختيار الأشخاص الذين يستطيعون الانضباط بضوابط معينة تعطى لهم في الرقية الشرعية، ولا يتجاوزنها إلى اجتهادات شخصية، إذ لا يجوز أن يترك الراقي لنفسه العنان لاختيار طرق أخرى عديدة غير قراءة القرآن الكريم، وهو الأمر الذي قد يسهم بإصابة المريض والإضرار بع.
ما القضية أن تدمج الرقية الشرعية مع الطب النفسي فهذا أيضا أمر قابل للنقاش، وسبق وأن تم طرح هذا الموضوع من قبل، وتمت مناقشة أمور مثل فتح أقسام رقية الشرعية داخل مستشفيات أو عيادات الصحة النفسية، وتقنينها، ووضع بعض الضوابط الشرعية، رغم أن الوقت الحالي لا توجد ضوابط محددة للرقية الشرعية، ولكن يمكن دراسة مثل هذا الأمر، ووضع الضوابط من قبل المسؤولين ومن قبل الجهات ذات العلاقة التي يمكن أن تضبط مثل هذه الأمور.
هل يمكن دراسة الرقية الشرعية داخل الأقسام الطبية في المستشفيات السعودي؟
يمكن إعداد دراسات في هذا المجال، وسبق أن تم تقديم العديد من الدراسات، وورش العمل والمؤتمرات التي عقدت لدراسة العلاقة بين الرقية الشرعية والطب النفسي، وحالياً في الجمعيات النفسية في عدة دول عربية يوجد دراسات تتطرق إلى قضية الرقية الشرعية أو العلاج الروحاني وعلاقته بعلاج النفسي، مثل ما حصل مؤخرا في مؤتمر الجمعية السعودية للطب النفسي، حيث تم تخصيص يوم كامل وأجزاء كاملة من الأوراق العلمية لتقديم ومناقشة الدراسات التي تصف وتحاول تنظيم العلاقة بين العلاج النفسي والعلاج الروحاني.
0 تعليقات