رغم الجهود الكبيرة والمبادرات المستمرة للحد من انتشار المخدرات محلياً وعالمياً، لا تزال مراكز الإحصاء تسجل ارتفاعاً مطرداً في حالات الادمان وتعاطي المخدرات خاصة بين المراهقين من كلا الجنسين.
فبعد تراجع استمر لعشر سنوات تقريباً، سجّلت مراكز الإحصاء ارتفاعاً لتعاطي المخدرات خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وفقاً لتقرير نشره موقع (Drugfree.org)، والذي يعنى بالمخدرات ونسب انتشارها.
وذكر في التقرير أن استخدام الماريوانا وحبوب الهلوسة بين المراهقين قد زاد بشكل ملحوظ.
ووجدت الدراسة ، والتي مولتها مؤسسة ميت لايف ، أنه بين عامي 2008 و 2010 زاد عدد المراهقين الذين ذكروا استخدامهم الماريوانا إلى 39 في المائة.
وبين عامي 2008 و 2010 ، زاد عدد المراهقين الذين ذكروا استخدامهم حبوب الهلوسة إلى 10 في المائة.
كما وجدت الدراسة ، والتي اعتمدت في نتائجها على مسح أجري لحوالي 2500 من طلاب المدارس الثانوية ، أن 45 في المائة من المشاركين ذكروا أنهم لا يرون "خطرا كبيرا" في شرب كمية كبيرة من الكحول يوميا ، في حين أن 31 في المائة لا يوافقون بشدة على سكر أقرانهم.
فيما ذكر ما مجموعه 68 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع أنهم جربوا الشرب مرة واحدة على الأقل في حياتهم. و كان متوسط عمر الذين ذكروا ذلك 14 عاما.
قوة وسائل الإعلام
يبدو أن الجهود التي تحارب المخدرات لا تزال تصطدم بوسائل الإعلام، ذات التأثير والنفوذ الكبير في الحياة اليومية. فعمل منظمات محاربة المخدرات قد يصبح هدراً إذا ما سوّقت وسائل الإعلام للمخدرات بصورة غير مباشرة.
تقول سين كلاركين، المديرة الاستراتيجية في Drugfree.org،"إن جعل تعاطي المخدرات أمرا طبيعيا في وسائل الإعلام الاجتماعية وانتشار مناقشة الماريوانا الطبية والتخفيضات في ميزانية برامج الوقاية من تعاطي المخدرات ساهمت في زيادة تعاطي المخدرات"، وتضيف بالقول: "هناك نسبة عالية من الأطفال الذين ذكروا أنهم يتعاطون المخدرات والكحول للتعامل مع ضغوط الحياة "
و تضيف سين: "إن هذه النتائج تضع عبئا أثقل على الآباء الذين يحتاجون إلى لعب دور نشط في منع هذا السلوك ومعرفة كيفية مساعدة الطفل عند تعاطيه هذه المواد".
ووجدت دراسة رصد المستقبل في جامعة ميشيغان في عام 2010 أن استخدام الكحول لدى طلاب الصف الثامن و العاشر و الثاني عشر قد انخفض بنسبة 1.6 إلى 26.8 في المائة بين عامي 2008 و 2010.
منزل منتصف الطريق:
"منزل منتصف الطريق" هو أحد البرامج والجهود المحلية والدولية التي تبذلها عدة مراكز لمكافحة المخدرات، ومنها المديرية العامة لمكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية. والتي تحاول المملكة من خلالها تأهيل المستفيدين من المرضى للحصول على خدمات ذات مستوى عالٍ ومناسب لهم بعد تدهور حالتهم الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية، وهكذا فإن كل مريض يتلقى الخدمات المناسبة لاحتياجاته يشجع على المتابعة بكل نشاط وحيوية وجديه من خلال ممارسة ومتابعة البرامج العلاجية لأجل الانقطاع والتوقف الكلي والدائم عن التعاطي.
وهذا البرنامج هو أحد البرامج المتعددة التي تستهدف إيصال رسالة أساسية للمجتمع، بمدى خطورة المخدرات على الحياة الفردية والعامة، والمصير السوداوي الذي غالباً ما يصل إليه المتعاطي.
ومع كل تلك الجهود، ومع جهود عدة مراكز للتعافي من الإدمان ومحاربة المخدرات ومصادرته وملاحقة تجاره ومروجيه، لا يزال المجتمع يعاني بشكل كبير من هذه الظاهرة.. والتي تلقي بالمسؤولية على الجميع، في المنزل والمدرسة والمؤسسات الحكومية والأهلي وأماكن العمل والسياحة وغيرها.
0 تعليقات