بقلم: ستيفن رينبيرج
أظهر بحث جديد أن كلا من التدخين و التعرض له يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
وعلى الرغم من أن دراسات سابقة كشفت عن عدم وجود علاقة بين التدخين و سرطان الثدي أو وجودها بنسبة ضئيلة للغاية إلا أن وصول العديد من النساء المدخنات لسن اليأس يمكن أن يكشف للمرة الأولى عن وجود علاقة بين الأمرين.
دليل طبي أكيد:
وقالت رئيسة البحث الدكتورة كارين مارغوليس – محققة كبيرة في مؤسسة أبحاث HealthPartners في مينيابوليس "هذه النتائج مهمة لأنه لم يكن يعتقد في السابق أن التدخين يزيد خطر الاصابة بسرطان الثدي ، ولكن هذه الدراسة تضيف أدلة متزايدة على صحة هذا الأمر " .
ومن جهة أخرى قالت سوزان جابستر – نائبة الرئيس في قسم علم الأوبئة في جمعية السرطان الأمريكية – أن بحثا سابقا أظهر وجود صلة بين التدخين وسرطان الثدي.
"عندما تقوم بجمع كل جزيئات العمل و البحث في السنوات القليلة الماضية ، فإنك ستدعو إلى مزيد من الدراسات, و قد أجابت هذه الدراسة تلك الدعوة".
و أضافت سوزان: " هذا الأمر يعتبر دليلا أكيدا على وجود علاقة بين التدخين و زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي على المدى الطويل, و من جانب آخر ، يبدو أن التوقف عن التدخين لمدة 20 سنة يقلل نسبة الإصابة لتصبح مثل نسبة الشخص العادي ، وأعتقد أن هذا خبر جيد ".
وأشارت مارغوليس إلى أن العديد من عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي مثل السن و الوراثة والتاريخ العائلي للمرض لا يمكن تغييرها .
و أضافت: "يمكن الآن إضافة عدم التدخين إلى العوامل التي يمكن أن تخفض خطر الاصابة بسرطان الثدي والتي تشمل الإنجاب و الرضاعة الطبيعية و عدم شرب الكحول وتجنب زيادة الوزن وممارسة الأنشطة البدنية وتجنب العلاج الهرموني مع هرمون الاستروجين بالاضافة الى البروجستين"
و قد نشر هذا التقرير في طبعة 1 مارس من المجلة الطبية البريطانية على الانترنت.
معطيات الدراسة:
و لإجراء الدراسة, قامت مجموعة مارغوليس بجمع بيانات 79,990امرأة تتراوح أعمارهن بين 50 و 79 عاما كن قد شاركن في الدراسة التمهيدية لصحة المرأة. و بمتابعة تزيد عن 10 سنوات ، تم رصد إصابة 3,250 مشاركة بسرطان الثدي.
وكجزء من الدراسة ، تم سؤال المشاركات عما إذا كن مدخنات أو مدخنات سابقات أو غير مدخنات مطلقا و عما إذا كن يتعرضن للتدخين في المنزل أو العمل.
ووجد الباحثون ان النساء اللواتي يدخن هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 16%. أما اللاتي أقلعن فانخفضت نسبتهن إلى 9%.
التدخين في سن المراهقة:
ووجد فريق مارغوليس أن الخطر الأكبر كان على النساء اللواتي يدخن لمدة 50 عاما أو أكثر ، مقارنة مع النساء اللواتي لم يدخن أبدا. كما كانت نسبة الخطر عالية في النساء اللواتي بدأن التدخين في سن المراهقة. و لاحظ الباحثون أنه حتى بعد الإقلاع عن التدخين استمر خطر الإصابة لمدة تصل إلى 20 عاما.
وقالت مارغوليس: "لاحظنا أيضا وجود بعض الأدلة على أن التعرض للتدخين بصورة مكثفة من شأنه أن يزيد خطر الاصابة بسرطان الثدي"
كما وجد الباحثون ان غير المدخنات اللاتي يتعرضن للتدخين لأكثر من 10 سنوات في سن الطفولة و أكثر من 20 سنة في سن النضج في المنزل وأكثر من 10 سنوات في العمل معرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 32%.
العلاقة بين التدخين وسرطان الثدي:
و لاحظ الباحثون وجود علاقة بين التعرض للتدخين وسرطان الثدي "وبالتالي فهناك حاجة ماسة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج ".
وقال الدكتور باولو بوفيتا، نائب مدير معهد تيش للسرطان ومعهد علم الأوبئة الانتقالية في كلية جبل سيناء للطب في مدينة نيويورك -: " قد يزيد تدخين التبغ ، وخاصة عندما يبدأ في وقت مبكر من الحياة ، من خطر الإصابة بسرطان الثدي ".
و أضاف: "هذا الدليل أصبح أقوى .في دراسات سابقة ، كانت الأدلة غير قوية ، أما الآن فالنساء اللواتي بدأن التدخين بنسبة كبيرة وصلن إلى مرحلة عمرية يزداد فيها خطر الإصابة بسرطان الثدي".
وختم بوفيتا قائلا: "العلاقة بين التدخين و سرطان الثدي أمر غير مؤكد تماما في الوقت الحالي و لكنه أصبح أكثر احتمالا."
0 تعليقات