الأم البديلة ظاهرة تنتشر في بعض الدول، وتقوم فيها الأسر التي لا تستطيع الإنجاب لأسباب طبية، كمشكلة في رحم الزوجة، استئجار أم بديلة، بحيث يتم تلقيح بويضة الزوجة من خلال نطفة الزوج، لتوضع البويضة بعد ذلك في رحم الأم البديلة، والتي تقوم بأخذ هرمونات ومثبتات، إلى أن تنجب الطفل الذي يأخذه الزوجان بعد ذلك مقابل مبلغ مالي يعطى للأم.
وينظر البعض إلى الأم البديلة على أنها كالأم الحقيقية، لأنها تحمل وتحتفظ بالطفل بصحة وعافية، وتهبه 9 أشهر من حياتها وصحتها لكي تنجبه، خدمة للآخرين، فيما يرى البعض الآخر أن مفهوم الأم البديلة ينطوي على محاذير دينية، وصحية، ونفسية، وربما يعد انتهاكاً للأخلاق والطبيعة.
إحدى الدول التي تكثر فيها هذه الظاهرة، الهند، ولأسباب قد لا تخفى على أحد، أهمها الفقر والحاجة المادية. ما يجعل الكثير من الأزواج يسافرون إلى الهند لتحقيق أمنية الحصول على طفل من أم بديلة، تقدم رحمها كخدمة مقابل المال.
تقول إحدى الزوجات التي حصلت مؤخراً على طفلتها الأولى: "نحن ممنونون حقا للأم البديلة التي استطاعت أن تحمل وتحتفظ بابنتنا بعافية. لقد وهبت تسعة شهور من حياتها لتنجب طفلة لنا."
وحسب شبكة الـ (BBC) البريطانية، فإن هذه الصناعة المزدهرة لإنجاب الأطفال عبر الأمهات البديلات تشهد إقبال آلاف الأزواج غير القادرين على الإنجاب، وكثير منهم من الخارج لاستئجار أرحام نساء محليات لحمل أجنتهم حتى الولادة.
لكن الجدل حول ما إذا كانت الصناعة غير الخاضعة لتشريعات منظمة تستغل النساء الفقيرات دفع السلطات إلى أعداد مسودة قانون قد يجعلها أكثر صعوبة بالنسبة للأجانب الراغبين في استئجار أرحام في الهند.
وتنقل الشبكة البريطانية عن سودهير اجا الطبيب في سوروجسي انديا وهي مؤسسة لاستئجار الأرحام مقرها مدينة مومباي، قوله "هناك حاجة لتنظيم هذا القطاع." ومنذ افتتاحها عام 2007 أنجبت أمهات بديلات وفرتهن المؤسسة 295 طفلا 90 بالمئة لزبائن أجانب.
وسمحت الهند باستئجار الأرحام تجاريا عام 2002. وهي من بين بلدان قلائل منها جورجيا وروسيا وتايلاند وأوكرانيا وبضع ولايات أمريكية يمكن فيها الإنجاب عبر أمهات بديلات بالتخصيب المجهري أو نقل الأجنة.
وبالنظر للتقنيات الزهيدة والأطباء المهرة ووفرة الأمهات البديلات أصحبت الهند مقصداً مفضلاً للراغبين في الإنجاب بهذه الطريقة وتجتذب مواطنين من بريطانيا والولايات المتحدة واستراليا واليابان.
ولا توجد أعداد رسمية لحجم صناعة استئجار الأرحام في الهند. وقدرت دراسة مدعومة من الأمم المتحدة في يوليو تموز 2012 حجم الصناعة بأكثر من 400 مليون دولار سنوياً مع انتشار أكثر من ثلاثة آلاف عيادة للتخصيب في ربوع الهند.
عيادة اكانكشا في بلدة اناند مشهورة داخل الهند وخارجها وجعلت البلدة الواقعة في ولاية جوجارات تلقب "بعاصمة استئجار الأرحام" في الهند.
وقالت نايانا باتيل مالكة العيادة والتي ذاع صيتها عام 2004 عندما ساعدت مريضا على الانجاب باستخدام أم زوجته كأم بديلة "أصبحت الأمهات البديلات ذات مكانة في اناند من خلال منح هذه الهدية الجميلة لآخرين."
وقالت "بالمال أصبح بمقدورهن شراء منزل وتعليم أطفالهن وحتى بدء مشروع صغير. هذه الأشياء كانت حلم بالنسبة لهن في السابق."
وأنجبت أمهات بديلات وفرتهن عيادة باتيل أكثر من 500 طفل ثلثهم لإجانب وأناس من أصل هندي يعيشون في أكثر من 30 دولة.
ومن المصاريف التي يتحملها أزواج مثل ريخا ودانيال وتتراوح بين 25 ألف دولار إلى 30 ألف دلاور – وهي جزء ضئيل من التكلفة في الولايات المتحدة – تسدد باتيل حوالي 400 ألف روبية (6500 دولار) للام البديلة، أي ما يعادل 24000 ريال سعودي.
وشأن غالبية الأمهات البديلات أبقت ناينا باتيل (33 عاما) التي أنجبت الطلفة جابريلي الحمل سرا لما قد توصم به في المجتمع الهندي ذي التقاليد المحافظة.
وكانت دراسة مولتها الحكومة مؤخراً وأجريت على مئة أم بديلة في دلهي ومومباي وجدت أنه لا توجد قاعدة ثابتة بالنسبة للتعويض الذي يدفع للأم البديلة كما أنه لا يوجد ضمان للرعاية الصحية لهن بعد الإنجاب.
0 تعليقات