يطمح الإنسان للحصول على أدوية متنوعة ومواد كيميائية وأصبغة في نباتات البحار وكائناتها الحية، وفي الواقع قد بدأ الإنسان منذ أكثر من عشرين عاماً بالحصول على مواد صيدلانية وكيميائية من البحار، والأكثر من ذلك، يمكن أن نقول إن الإنسان منذ قديم الزمان كان يحصل على مثل تلك المواد ولو بشكل محدود وقليل، لا سيما أنه كان يحصل على أدوية محددة يستخلصها من كائنات البحر النباتية والحيوانية.
دراسات بحرية طبية:
تنكب معظم الدراسات الآن على الطحالب والأعشاب البحرية، أكثر مما تهتم بغيرها، ويعود سبب هذا الاهتمام البالغ، إلى أن لهذه النباتات تأثيراً كبيراً على كيفية توزيع باقي الكائنات البحرية وعلى كثافتها أيضاً، وعلى سبيل المثال، يحدث تفجر الطحالب الحمراء في الربيع، ومقتل كميات هائلة من الأسماك، بسبب نقص الأكسجين في الماء.
لذلك فإن دراسة هذه المواد الحيوية، تلقي الضوء على تصرفات الكائنات البحرية في الوسط المائي الذي تعيش فيه.
أما دراسة الأعشاب والحيوانات، التي يمكن استخلاصها مواد صيدلانية منها، فقد بدأت أيضاً في ملاحظة تصرفات الكائنات البحرية، وعلى سبيل المثال: لاحظوا أن طيور البطريق في القطب الجنوبي، لا تصاب أبداً بأمراض الحلق، لأنها تتغذى على نوع من (الجمبري)، الذي يتغذى بدوره على نوع من طحالب غنية بحامض (الأكريليك) وهو بمثابة مضاد حيوي، مما يفسر عدم وجود أي (ميكروب) في حلق الطيور.
وفي العصر الراهن صارت صناعات عديدة تعتمد على الطحالب، التي تعتبر بعض أنواعها عنصراً هاماً يدخل الأغذية في بعض البلدان الساحلية الأوربية والآسيوية.
ويستخرج الآن من بعض أنواع الطحالب، البوتاس، والصودا، واليود، الذي يستخدم علاجاً للغدة الدرقية، قبل ذلك، في الحرب العالمية الأولى، استخدمت خلاصة الطحالب الحمراء، لعلاج الجنود من الالتهابات التي سببتها الغازات المختلفة.
0 تعليقات